أكدت الرئاسة الفلسطينية على لسان ناطقها الرسمي، أمس، نبيل أبو ردينة أن الولايات المتحدة الأمريكية ترتكب «خطأ تاريخيا» من خلال إتباعها سياسة استعمارية بموقفها من القدس والمستوطنات، وهي تشكل بذلك «أكبر جرائم العصر»، الأمر الذي جعل قوى إقليمية تفقد دورها المهم في مجريات الأحداث.
أضاف أبوردينة، في تصريح، أمس، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن استمرار هذه الأخطاء سيؤدي إلى احتراق المنطقة بأسرها، وهذا الحريق جراء هذه السياسة الأمريكية الفاشلة في المجالات كافة لن ينجو منه أحد.
من جانبه، كشف وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، أمس، أن القيادة الفلسطينية تعتزم خلال الأيام القليلة القادمة التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لرفع قضية ضد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو شخصيا، كونه يتحمل المسؤولية المباشرة عن تداعيات وانعكاسات إعلانه الخطير بشأن المستوطنات.
كان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل العام 1967 «غير متسقة مع القانون الدولي».
فيما يتعلق بجلسة مجلس الأمن التي عقدت في وقت متأخر، أمس، قال وزير الخارجية الفلسطيني إن ما تريده فلسطين من الجلسة هو استصدار بيانات إدانة وعزل الولايات المتحدة سياسيا وإظهار أنها دولة مخالفة للقانون الدولي.
تعقيبا على تصويت 165 دولة لصالح حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، شدد المالكي على «أهمية هذا التصويت الذي يأتي في وقت تعمل فيه القيادة الفلسطينية على حشد مواقف دول العالم ضد الموقف الأمريكي معتبرا هذا التصويت انتصارا كبيرا للحق الفلسطيني وردا مباشرا على الموقف الذي صدر عن بومبيو».
خلال جلسة للجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جرى التصويت على قرار «يدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني».
المستوطنات تنتهك القانون الدولي
في السياق متصل، أكدت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، بأن المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ما زالت تمثل انتهاكا للقانون الدولي، وهوالامر الذي يأتي مناقضا ومنافيا لموقف الإدارة الأمريكية الذي أصبح يريد شرعنة المستوطنات.
من جهتها، أعربت فرنسا عن أسفها على دعم الولايات المتحدة لإقامة مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلة إن واشنطن بذلك تنتهك القانون الدولي وتعيق الجهود الدبلوماسية لإنهاء أطول صراع في الشرق الأوسط.
فيما عبرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أنها « قلقة حيال الموقف الأمريكي من الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية».
قال لافروف «نحن قلقون جدا بشأن التطورات الأخيرة، وأعني بذلك موقف الولايات المتحدة الرافض لجميع قرارات المجتمع الدولي والقرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي التي تتعلق بضرورة وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وإقرار عدم شرعية الوضع عندما تكون الأراضي في الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي».
من جانبه، قال الفاتيكان أن دعم الولايات المتحدة للبناء الاستيطاني الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة يهدد بتقويض عملية السلام مع الفلسطينيين، وجدد دعوته لحل الدولتين.