هدّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بإقصاء النواب من حزب المحافظين الذين يحاولون منع خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، مشددا بذلك لهجته قبيل التئام البرلمان في أسبوع يرتقب أن يكون صاخبا قبل أن تعلق أعماله في الأسبوع التالي.
جاء التحذير في وقت تدرس فيه شخصيات بارزة في الحزب المحافظ بينها وزير المالية السابق فيليب هاموند طريقة لمنع رئيس الوزراء من سحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في 31 أكتوبر.
يصر جونسون على أن عليه إبقاء هذا الخيار على الطاولة لإجبار بروكسل على الاستسلام في اللحظات الأخيرة والموافقة على اتفاق اقتصادي أفضل بالنسبة لبريطانيا، وأشعل جونسون العاصفة السياسية التي تضرب لندن بشكل أكبر عندما قرر الأسبوع الماضي تعليق أعمال البرلمان لأكثر من شهر، في مناورة سياسية تزيد من حدة التوتر رغم قانونيتها.
تعطيل مخطط جونسون
لن يكون أمام النواب المؤيدين للاتحاد الأوروبي سوى عدة أيام لمحاولة تعطيل مخطط جونسون وتجنب الانفصال عن بروكسل دون اتفاق لدى عودتهم من عطلة الصيف، اليوم الثلاثاء. وانقلب جونسون على التقاليد السياسية وأثار الانقسامات بشكل أكبر منذ تسلم السلطة من تيريزا ماي في جويلية الماضي، ونجحت استراتيجيته في مواجهة معارضيه محليا والمناورة مع بروكسل في تحسين وضع حزبه في استطلاعات الرأي. لكنه يتمتع بأغلبية عضو واحد فقط في البرلمان، وهو هامش دفع كثيرين للافتراض بأنه يرغب بأن يتم بريكست بأي طريقة ممكنة قبل إجراء انتخابات عامة.
محاولات مشابهة
سيكون من الصعب على نواب مثل هاموند ووزير العدل السابق ديفيد جوك الوقوف في وجه جونسون. ويتوقع أن تتمثل خطوتهما الأولى، اليوم الثلاثاء، بمحاولة انتزاع السلطة من الحكومة لتحديد أي مشروع القانون يمكن أن يتم التصويت عليه. ودعم نحو 20 من المحافظين المعتدلين محاولات مشابهة في الماضي. وتشير تقارير إلى أن نحو 15 منهم يأملون لقاء جونسون، في محاولة لتجنب حدوث انقسام داخل الحزب.
تعهد جونسون
بنى جونسون زعامته على تعهده بإتمام بريكست بأي ثمن الشهر المقبل، بعدما تأجل مشروع الانسحاب مرتين جراء مقاومة البرلمان. وأطلقت حكومته، أمس الإثنين، حملة رسمية تحت شعار «استعدوا لبريكست» شملت موقعا إلكترونيا يقدم نصائح لمواطني كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعاطي مع مشكلات مرتقبة مثل توقف هواتفهم عن العمل في الخارج. لكن كلا من بروكسل ولندن باتتا اليوم ترجحان انتهاء الشراكة التي استمرت لأربعة عقود بين الطرفين دون اتفاق.
شبكة الأمان
كتب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في مسألة بريكست ميشال بارنييه في جريدة «ذي صنداي تلغراف» أن البند الأكثر إثارة للجدل في الاتفاق الحالي - وهو «شبكة الأمان» الهادفة لضمان بقاء حدود إيرلندا الشمالية مفتوحة مهما كانت الظروف ما بعد بريكست- يعد «أقصى درجة من المرونة التي يمكن للاتحاد الأوروبي تقديمها».
إنكماش التصنيع
انكمش التصنيع في بريطانيا، الشهر الماضي، بأسرع وتيرة في سبعة أعوام، متأثرا بتعمق أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» والتراجع العالمي، ما ينبئ بانحسار المؤشرات على فرص تعافي عالمي في الربع الثالث من العام الجاري، وفق مسح لمؤسسة «آي.إتش.إس ماركت».
وتراجع مؤشر «آي.إتش.إس ماركت/سي.آي.بي.إس» لمديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية في بريطانيا في جويلية إلى 47.4 من 48، ليأتي دون متوسط التوقعات بمقدار نقطة كاملة.
قال مدير آي.إتش.إس ماركت، روب دوبسون، «كبحت مستويات عالية من الضبابية الاقتصادية والسياسية إلى جانب توترات تجارية عالمية جارية أداء المصانع البريطانية في أوت». وأظهر مؤشر مديري المشتريات أن التصنيع في بريطانيا خضع لتراجع يجتاح أوروبا بالرغم من نمو طفيف في فرنسا الشهر الماضي.
ألقى المشاركون في مسح مؤشر مديري المشتريات بالمسؤولية على التباطؤ العالمي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في انخفاض الطلب من العملاء المحليين والأجانب، إذ ينقل بعضهم سلاسل الإمداد من بريطانيا قبل 31 أكتوبر، وهو الموعد النهائي لإتمام الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.