اعتبر ممثل جبهة البوليساريو في أستراليا ونيوزيلندا، السيد كمال فاضل، في رأي نشره في صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس الاول، أن الحفاظ على الوضع القائم في الصحراء الغربية، كما يريد المغرب، يشكل خطراً على المنطقة ومكلف للأمم المتحدة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي ككل.
في معرض رده على مقال وفيديو حول الصحراء الغربية نشره الصفحي ديون نيسونبوم حول الصحراء الغربية تحت عنوان: «حرب خامدة تثير انتباه الولايات المتحدة الأمريكية»، الذي نُشر يوم 12 أوت الماضي في صحيفة وول ستريت جورنال، لفت كمال الانتباه إلى أن «قارئ المقال قد يعتقد أن الحفاظ على الوضع القائم هوالخيار الأفضل المتاح بالنسبة لقضية الصحراء الغربية. وهذه فكرة يضغط المغرب من أجل فرضها بلا كلل، لكنها خيار خطير ليس فقط على الصحراء الغربية بل على المنطقة بأسرها. كما أنه أيضًا خيار مكلف للأمم المتحدة وللولايات المتحدة الأمريكية «.
حذر الدبلوماسي الصحراوي من أن «صبر الشعب الصحراوي قد بدأ ينفد»، مذكرا أن «المغرب فشل في كسب قلوب وعقول الصحراويين خلال 44 عامًا من الاحتلال».
اعتبر كمال فاضل أن الادعاءات الكاذبة التي نشرتها مقالة ديون نيسونبوم مضللة، معتبرا أنه لا بد من السماح للشعب الصحراوي بتقرير مستقبله في استفتاء، لأن « أي حل غير مدروس أوغير ناضج يمكن أن يثير الاستياء ويؤدي إلى عودة المواجهة العسكرية «.
كما اتهم الدبلوماسي الصحراوي المغرب «باستخدام ورقة الخوف للحفاظ على احتلال غير قانوني لآخر مستعمرة في إفريقيا».
في تصريح إضافي للصحافة الصحراوية، أوضح السيد كمال أن «الادعاء بأن الدولة الإسلامية أوالقاعدة تتربصان للحصول على فرصة للتواجد في الصحراء الغربية لا أساس له من الصحة وإهانة للعاقلين. «
بالمقابل يعتقد كمال فاضل أن «إيجاد حل سريع وعادل ودائم لقضية الصحراء الغربية من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة ويدرئ أي تهديدات للسلام العالمي».
«اسمحوا لشعب الصحراء الغربية أن يدلي برأيه»
نشر البروفيسور الأمريكي جوزيف هودلستون، ردا إعلاميا، الاثنين، في صحيفة «وول ستريت جورنال»، يفند فيه الدعاية المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية غير قابلة للوجود، ويدعو إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير.
نشر الأكاديمي الأمريكي رأيه تحت عنوان: «اسمحوا لشعب الصحراء الغربية أن يدلي برأيه!» للإجابة على مقال وفيديو الصحفي ديون نيسونبوم حول الصحراء الغربية.
اعتبر البروفيسور هادلستون أن «الادعاء بأن الصحراء الغربية المستقلة قد تصبح غير مستقرة وقد تمنح موطئ قدم للدولة الإسلامية الارهابية هو مجرد تخمين مضلل»، حيث أن الجمهورية الصحراوية موجودة بالفعل على أرض الواقع وتتعاون مع الجهود الدولية لمحاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، علما أن المغرب هوالمصدر الرئيسي لهاتين الظاهرتين.
كما قدر الأكاديمي الأمريكي أن مقال ديون نيسونبوم، رغم أنه «شامل ومتساوي بشكل عام، ويثير الانتباه إلى الصراع الذي يتم تجاهله في كثير من الأحيان بين المغرب وجبهة البوليساريو في شمال إفريقيا»، إلا أنه «يؤكد بشكل خاطئ أن دولة صحراوية مستقلة ستشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي».
ففي الواقع، يضيف جوزيف هودلستون، «لقد قام الصحراويون ببناء جهاز كامل للدولة. فالجمهورية الصحراوية هي عضو منذ فترة طويلة في الاتحاد الأفريقي ومعترف بها من قبل عشرات البلدان. وهي تحقق الانتصارات في دعاوى قضائية في المحاكم الدولية. وتقوم جبهة البوليساريو الحاكمة بتسيير المنطقة المحيطة بالمخيمات وتتعاون مع الجهود الأمنية الدولية لمكافحة التهريب والإرهاب».
من جهة أخرى، كانت جبهة البوليساريو قد ردت على مزاعم الصحفي ديون نيسونبوم المضللة التي استنسخت الدعاية المغربية وغيبت آراء الصحراويين.
اعتبرت جبهة البوليساريو في بيان صحفي، نُشر يوم 13 أوت الماضي أن «تبني سياسة تشويه الحقائق وشراء الذمم ونشر الدراسات والمقالات المدفوعة الأجر، لن يغير من حقيقة أن المملكة المغربية ليست سوى سلطة احتلال وأن طبيعة وجودها في أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية هي احتلال غير شرعي ومحكوم عليه بالزوال عاجلاً أم آجلاً».