يقود قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بإلغاء الحكم الذاتي لكشمير الى تصعيد خطير، ويخشى كثيرون أن يفجّر حربا جديدة بين الجارتين النوويتين الهند من جهة و باكستان من جهة ثانية، خاصة و أن هذا القرار كان، أمس، محل اختبار أمام مجلس الأمن الدولي، بعدما أجلت المحكمة العليا في الهند دعوى تطالب الحكومة برفع القيود التي فرضتها خلال الأيام 12 الماضية، وسط تصعيد عسكري خلّف قتلى من الجانبين.
عقد، أمس، مجلس الأمن جلسة مغلقة بعد أن دعمت الصين دعوة باكستانية لمناقشة القرار الهندي بشأن الجزء الخاضع لها من كشمير. كانت آخر مرة اجتمع فيها مجلس الأمن لمناقشة الوضع في إقليم كشمير الذي يقع في جبال الهيمالايا في عام 1965.
قال وزير الخارجية الباكستاني شاه مسعود قرشي في خطاب لمجلس الأمن الثلاثاء «باكستان لن تكون السبب في نشوب صراع، لكن الهند يجب ألا تفسر ما نتحلى به من ضبط النفس على أنه ضعف». وتابع قائلا «إذا اختارت الهند اللجوء للقوة مجددا، فستضطر باكستان للرد بكل قوتها، دفاعا عن النفس». أوردت وكالة أنباء «بلومبيرغ» الأمريكية أن هيئة المحكمة العليا في الهند برئاسة رانجان جوجوا أرجأت التماسا يعترض على القيود الصارمة التي فرضتها الحكومة الهندية في الإقليم. كما جرى أيضا تأجيل دعوى أخرى بشأن دستورية إلغاء الحكم الذاتي للولاية، من خلال إلغاء الحكومة مادة في الدستور، وهي خطوة اتخذت دون موافقة برلمان ولاية جامو وكشمير.
اصطدامات وقتلى
من جانبه، صعّد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان هجومه على الحكومة الهندية بعد قراراتها الأخيرة بشـأن جامو وكشمير، واصفا إياها بـ»الفاشية والعنصرية».
هاجم رئيس الوزراء الباكستاني مرارا قرار الهند الأخير الذي يحرم جامو وكشمير الخاضعة لسيطرتها من الحكم الذاتي، وحذر من حرب محتملة بين نيودلهي وإسلام آباد على خلفية ذلك.
أعلن الجيش الباكستاني، أمس، مقتل أحد قواته بنيران هندية في إقليم كشمير المتنازع عليه خلال أداء مهمته في خط السيطرة الفاصل في كشمير. الخميس، قُتل خمسة عسكريين هنود، وثلاثة من الجيش الباكستاني فضلا عن مدنيين اثنين جراء اشتباكات اندلعت في خط السيطرة الفاصل بين باكستان والهند.
الأسبوع الماضي، شهد الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم احتجاجات واسعة ضد الحكومة الهندية، على خلفية إلغاء مادتين بالدستور تمنح إحداهما الحكم الذاتي لولاية جامو وكشمير الشطر الخاضع لسيطرتها من الإقليم. فيما تعطي الأخرى الكشميريين وحدهم في الولاية حق الإقامة الدائمة فضلا عن حق التوظيف في الدوائر الحكومية والتملك والحصول على منح تعليمية. أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الخميس، بما وصفها الخطوة الرائدة بإلغاء الحكم الذاتي في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير.
بدأ النزاع على الإقليم بين باكستان والهند منذ نيلهما الاستقلال عن بريطانيا العام 1947، حيث نشبت بينهما ثلاث حروب في أعوام 1948 و1965 و1971، أسفرت عن مقتل قرابة 70 ألف شخص من كلا الطرفين.