أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أمس، مبادرة من سبع نقاط لحل الأزمة الليبية، مؤكّدا «ثقته الكاملة في قدرة قوات الجيش الليبي والقوة المساندة على دحر العدوان (على العاصمة)، وإرجاعه من حيث أتى».
أشار إلى أن «العدوان يستهدف تقويض المسار الديمقراطي والانقلاب عليه، وفرض الحكم الشمولي، حكم الفرد والعائلة».
وأشاد السراج، خلال كلمة له، بشجاعة القوات التابعة لحكومة الوفاق التي نجحت في صد هجوم مليشيات خليفة حفتر، وقال «أنها كسرت أكذوبة ما كان يدعيه بأنه جيش محترف، وما كان يسوقه بأن دخوله لطرابلس نزهة ستنتهي خلال يومين».
ووجّه رسالة إلى المواطنين الليبيين في شرق البلاد قائلًا: «أذكركم بأن التاريخ يشهد برفضكم للظلم والطغيان، وحان الوقت لأن تقول الأغلبية الصامتة كلمتها..كفى تقتيلًا لشبابنا، وكفانا مآتم للعزاء».
المبادرة التي أعلنها السراج تتلخص في «عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يمثل جميع القوى الوطنية ومكونات الشعب الليبي من جميع المناطق، الذين يدعون إلى حل سلمي وديمقراطي».
وحثّ على أن يتم خلال الملتقى الاتفاق على خارطة طريق للمرحلة المقبلة والقاعدة الدستورية المناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية 2019».
وأوضح بأن يتم تنصيب لجنة قانونية مختصة لصياغة القوانين الخاصة بالاستحقاقات التي يتم الاتفاق عليها، وتشكيل لجان مشتركة بإشراف الأمم المتحدة، من المؤسسات التنفيذية والأمنية في كافة المناطق، لضمان توفير الإمكانات والموارد اللازمة للاستحقاقات الانتخابية، بما في ذلك الترتيبات الأمنية الضرورية لإنجاحها.
وتطرقت المبادرة إلى «تفعيل الإدارة اللامركزية، والاستخدام الأمثل للموارد المالية، والعدالة التنموية الشاملة لكل مناطق ليبيا، مع ضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة».
كما تحدّث عن هيئة عليا للمصالحة تنبثق عن المنتدى، وإيجاد آلية لتفعيل قانون العدالة الانتقالية والعفو العام وجبر الضرر، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح أنه سيتم في هذه المرحلة رفع كفاءة الحكومة، لتواكب طبيعة الاستحقاقات الوطنية المقبلة، وبالأخص في المجال الخدمي والاقتصادي والأمني، واستكمال مراجعة إيرادات ومصروفات المصرف المركزي في طرابلس والبيضاء، ومواصلة الترتيبات الأمنية وبناء مؤسسة عسكرية وأمنية على أسس ومعايير مهنية، يندمج فيها الجنود والثوار من كل أنحاء ليبيا.
وقدّم في ختام كلمته تحية مجددًا للقوات المسلحة والمساندين لها، مؤكدًا أن «دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن المعركة مستمرة».
استمرار المعارك
في سياق آخر، لازالت المعارك مستمرة على تخوم العاصمة طرابلس، وأعلنت القوات التابعة لحكومة الوفاق، اعتماد مرحلة جديدة من خطة مواجهة القوات المعتدية في حرب العاصمة، حسب ما ذكرت حكومة الوفاق في بيان نشرته عبر صفحتها بـ»فيسبوك» أمس.
وذكر البيان أن «القائد الأعلى للجيش الليبي رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج التقى أمس السبت، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي ووزير الداخلية وآمري المناطق العسكرية وقادة المحاور، لبحث الوضع الميداني وسير العمليات في محاور القتال بمنطقة طرابلس الكبرى ومحيطها والمدن المجاورة».