كما كان متوقعا، لم تفلح التدابير التي اعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إيقاف احتجاجات السترات الصفراء التي تعرفها البلاد منذ 5 أشهر، حيث خرج آلاف المتظاهرين للسبت الرابع والعشرين تواليا.
خرج ناشطو»السترات الصفراء» مجددا للتظاهر في السبت الرابع والعشرين تواليا، خصوصا في باريس وستراسبورغ، يومين على عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجراءاته للخروج من الأزمة الاجتماعية التي تمر بها البلاد.
ومنذ أكثر من خمسة أشهر، ينزل هؤلاء المحتجون كل يوم سبت للشارع للمطالبة بعدالة اجتماعية وضريبية أكبر، في تجمعات تشهد أحيانا أعمال عنف.
وشهد هذا السبت بعض التوتر بين المتظاهرين وقوات الشرطة في ستراسبورغ
وقالت وزارة الداخلية إن عدد المشاركين في المظاهرات في كافة أنحاء فرنسا بلغ 23 ألفا و600 مقابل 27 ألف و900 السبت الماضي. واعتبرت هذه المشاركة بين الأضعف، إذ لم يسجل عدد أقل سوى في السادس أفريل، عندما بلغ عدد المشاركين 22300 متظاهر.
لكن مسؤولين في «السترات الصفراء» تحدثوا عن مشاركة 60 ألف شخص في المظاهرات في كافة انحاء البلاد.
ستراسبورغ عاصمة الاحتجاجات
وقبل شهر من الانتخابات الأوروبية، شارك نحو2000 شخص من «السترات الصفراء» في مظاهرة في شوارع ستراسبورغ التي تستقبل مقر البرلمان الأوروبي.
وسارت الاحتجاجات بهدوء قبل أن تشهد بعض التوتر مع قوات الأمن.
وأقفلت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى مقرات المؤسسات الأوروبية واستخدمت القنابل المسيلة للدموع لمنع المتظاهرين من الاقتراب منها، فيما قام هؤلاء برشق عناصر الأمن بالحجارة.
وعند وصول عدد من المتظاهرين الملثمين إلى مقربة من مقر مجلس أوروبا الذي يضم 47 بلدا أوروبيا، استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لردعهم. ذ
وقال المتظاهر باسكال هارتر (58 عاما) في ستراسبورغ، إنه لم يجد «شيئا عمليا» في ما أعلنه ماكرون.
وأكد هذا المتظاهر أن تصريحات ماكرون «حفزتني مجددا» على مواصلة التحرك، معتبرا أنها لم تكن أكثر من «كلام فارغ».
ويسعى الداعون إلى التظاهر في ستراسبورغ إلى إعطاء طابع «دولي» للتحرك في هذه المدينة.وقد رفعت بالفعل بعض الأعلام الألمانية إلى جانب الأعلام الفرنسية.
مظاهرات في باريس
وفي باريس سارت مظاهرتان الأولى شارك فيها بضعة آلاف شخص تلبية لدعوة من نقابة «سي جي تي» (الكونفدرالية العامة للعمل) ومن «السترات الصفراء». أما الثانية التي جرت بدعوة من حركة «السترات الصفراء» وحدها، فسارت أمام مقر العديد من وسائل الإعلام في العاصمة الفرنسية تعبيرا عن الاحتجاج على طريقة تغطية الحراك.
وفي الأسبوع الرابع والعشرين من المظاهرات على التوالي، أعلن عن تجمعات في جميع أنحاء فرنسا.
ففي تولوز (جنوب غرب) التي تعد من معاقل التعبئة لحركة «السترات الصفراء»، منع التظاهر مجددا في ساحة كابيتول، لكن المحتجين دعوا إلى التجمع مع ذلك في وسط المدينة. ومنع التظاهر في وسط المدينة أيضا في ليل (شمال) ورين (غرب) وروان (شمال غرب).