أعلنت وزارة الدفاع التونسية الخميس ان المؤسسة العسكرية ستبقى ملتزمة بالحياد التام حيال جميع الاحزاب ومكونات الطيف السياسي وذلك في اول رد فعل على تصريحات نسبت للشيخ راشد النغوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية حول المؤسستين الأمنية والعسكرية التونسيتين. والجدير بالذكر ان العديد من وسائل الاعلام تداولت تصريحات على شريط فيديو نسبت للشيخ راشد الغنوشي تحدث فيها عن سيطرة العلمانيين على جهازي الجيش والشرطة.
وابرز بيان اصدرته وزارة الدفاع التونسية أن المؤسسة العسكرية التونسية ستبقى ملتزمة بالحياد التام وتقف على نفس المسافة من كل الأحزاب ومكونات الطيف السياسي بالبلاد وبعيدة كل البعد عن التجاذبات والمزايدات السياسية.
واوضحت الوزارة انها تترفع عن حملات التشكيك التي لن تنال من سمعتها ومعنويات أفرادها في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس” داعية كافة العسكريين إلى الالتزام التام بقوانين الدولة في كنف الانضباط .
وقد أثارت التصريحات المنسوبة لزعيم حركة النهضة الاسلامية استياء الاوساط السياسية التي انتقدت بشدة تلك التصريحات واعتبرتها محاولة للهيمنة على البلاد تحت الغطاء الديني فيما رفع احد المحامين دعوى ضد راشد الغنوشي بتهمة الاعتداء على الامن الداخلي للدولة التونسية .
وبالمقابل ندد رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة الاسلامية السيد عامر العريض باخراج جمل وفقرات حديث الغنوشي مع السلفيين عن سياقها وتركيبها مما حرف معانيها حسب تعبيره . واكد ان حزبه يضع كل الثقة في مؤسسات الدولة العسكرية والامنية ويدعو الى تطويرها وتوفير الامكانيات للارتقاء بأدائها.
وعلى صعيد آخر، تزايدت حدة الاضطرابات الاجتماعية في شتى المناطق التونسية احتجاجا على التباطؤ في تجسيد المشاريع التنموية التي وعدت بها الحكومة الانتقالية التي تقودها حركة النهضة الامر الذي يشكل عامل ضغط على الجهاز التنفيذي خاصة مع اقتراب تاريخ 23 اكتوبر الموعد المفترض لانجاز الدستور الجديد وفق آراء الاوساط الحزبية.
ولقد تضاعفت حدة التوترات مؤخرا في العديد من المناطق والمرافق حيث عاشت ولايات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وتطاوين ومدنين حالات احتقان مناهضة للحكومة المؤقتة للمطالبة بحق هذه المناطق في المشاريع التنموية الى درجة ان مدينة تالة شهدت اضرابا عاما للمطالبة بانفصالها عن ولاية القصرين وتحويلها إلى ولاية مستقلة. وبحث الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي مع ممثل الاحزاب الأليات الكفيلة بايجاد حلول ناجعة لهذه المشاكل بعيدا عن الحلول الأمنية التي من شأنها أن تزيد في تصعيد الأوضاع.
بالموازاة مع تصاعد الاحتقان الاجتماعي
«الدفاع » التونسية تلتزم بالحياد تجاه الأحزاب
شوهد:1320 مرة