أسدل الستار أمس السبت على المعرض الدولي للكتاب في طبعته السابعة عشر، وسط إقبال كبير للعائلات الجزائرية، التي قدمت من كل صوب بحثا عما يشبع نهمها العلمي والفكري والثقافي، ليغادروا قصر المعارض محملين بمختلف الإصدارات والمؤلفات، حتى الأطفال منهم كان لهم نصيب من الكتب التربوية والترفيهية.دور النشر الجزائرية والعربية والأوروبية، والتي بلغ عددها ٧٥٠ دار نشر ممثلة لـ٤١ دولة، أثنت على الإقبال الكبير للجزائريين، واقتناء مختلف الإصدارات في المجالات الفكرية والثقافية والدينية وحتى الرياضية، مشيرين إلى أن هذه الطبعة كانت أفضل من سابقتها لتغيير مكانه من مركب ٥ جويلية إلى قصر المعارض مكانه الطبيعي واللائق بالكتاب.
«الشعب» وقفت عند عدد من دور نشر عربية وجزائرية لمعرفة انطباعاتها حول إقبال الجزائريين على الكتاب، وتوجهات القارئ الجزائري من خلال أكثر المؤلفات مبيعا.
وفي هذا الصدد أشار «سينيغر عبد اللطيف» وكيل شركة العبيكان للمملكة العربية السعودية إلى الإقبال الكبير للجزائريين على الجناح، باحثين عن الكتاب الديني بالدرجة الأولى، وقال بأن أكثر الكتب طلبا من قبل الزوار هو «لا تحزن» لعائض القرني، إلى جانب كتابيه «أسعد امرأة في العالم» و«التفسير الميسر»، مشيرا إلى أنه ومنذ خمس سنوات تعرف هذه الثلاثية إقبالا كبيرا من الجزائريين.
''الجزائريون من المشجعين للكتاب''
وقال محمد خليفة مدير شركة المؤسسة الحديثة للكتاب بأن معرض الجزائر دائما في تطور، حيث شاركوا في هذه التظاهرة للمرة التاسعة بأكثر من ٥٠٠ عنوان، من بينهم ما يقارب ٥٠ عنوانا جديدا.
وأضاف المتحدث بأن التظاهرة تعتبر مهرجانا ثقافيا وليس معرضا للكتاب، حيث ينتظره الكثيرون سنويا لأخذ زاد الشتاء من الكتب الثقافية والدينية والعلمية.
واعتبر محمد خليفة الجمهور الجزائري من المشجعين للكتاب والعلم والثقافة، وهو ما يتجلى من خلال التوافد الكبير على المعرض وعلى الجناح، طلبا للكتاب القانوني بالدرجة الأولى والكتاب الأكاديمي الأدبي .
كرود سعيدة مكلفة بالإعلام بدار النشر الشهاب، أكدت بأن التوافد على جناحهم لا بأس به لا سيما في العطل الأسبوعية، مشيرة إلى أن الكتب شبه المدرسية الأكثر طلبا بجناحهم إلى جانب الكتب التاريخية، من قبل الشخصيات التي شاركت في الثورة على وجه الخصوص، وفيما يخص الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى جناح الشهاب، أكدت المكلفة بالإعلام بأن إصدار «لماذا تأخر الربيع الجزائري» لناصر جابي الأكثر طلبا، إلى جانب كتاب دحو جربال «التنظيم الخاص لفيدرالية جبهة التحرير الوطني»، ناهيك عن الكتاب الذي يتحدث عن المناضل «هنري كوريال»، و«هذا اليوم» وهو عبارة عن مجموعة قصص تتحدث عن ٥ جويلية ١٩٦٢ ويحمل شهادات كتاب عايشوا تلك الفترة من استقلال الجزائر، وأشارت إلى أنها عناوين جديدة تشارك بها «الشهاب».
''٢٥٠ رواية لأمين الزاوي تقتنى في أربعة أيام''
من جهتها أكدت مايا وعبادي بأن منشورات البرزخ شاركت بـ١٢٠ عنوان من بينها سبعة جديدة تتمثل في أربع روايات وثلاثة دراسات، حيث لقيت توافدا كبيرا من طرف العائلات الجزائرية، التي وجدت ضالتها فيما تحتاجه من الكتب الأدبية، من روايات باللغتين، مؤكدة بأن الإقبال أكثر على الروايات باللغة الفرنسية، خصوصا «آخر يهودي من تامنثيط» لأمين الزاوي، حيث استهلك الزوار كل روايته التي وصلت إلى ٢٥٠ طبعة في ٤ أيام فقط، إلى جانب روايات رشيد بوجدرة، ودراسة حول تاريخ الجزائر.
''وللثورات العربية'' حديث آخر
من جانب آخر لقيت إصدارات الثورات العربية إقبالا منقطع النظير من قبل الزوار الجزائريين، هذا ما أكده خالد الشاطر مسؤول مركز دراسات الوحدة العربية، التي اختارت أن يكون توجهها هذه السنة ـ حسب محدثينا ـ تعبيرا فكريا وليس دينيا، وقال بأن المبيعات جيدة والتنظيم رائع، وهذه المشاركة الـ١٧ للمركز الذي قدم خلال هذه الطبعة أكثر من ١٠٠ عنوان جديد ما بين المنظمة العربية للترجمة وكتب مركز دراسات الوحدة العربية.
وعن الكتب الأكثر مبيعا، أكد خالد الشاطر بأن كتب الثورات العربية لقيت صدى وسط القارئ الجزائري، مؤكدا بأنه لديهم العديد من العناوين التي تتحدث عن «الربيع العربي» ورياح التغيير والانتقال إلى الديمقراطية، بالإضافة إلى كتب الترجمة وكتب الفلسفة وعلم الاجتماع، مشيرا إلى أن مركز دراسات الوحدة العربية شارك بما يقارب الـ١٢٠٠ عنوان.
''المكتبة الخضراء زاد البراءة''
وفيما يخص إقبال الأطفال وقارئ الغد على الكتاب أكد السيد صالحي خير الدين مسؤول دار المكتبة الخضراء، بأن جناحه يشهد زيارة كبيرة لهذه الفئة على مدار الأسبوع، مشيرا إلى أن ذلك ينم عن مدى وعي الأولياء والمربين بأهمية ترسيخ المطالعة في ذهن الطفل، قائلا بأن هناك تطورا كبيرا يشهده المعرض عام بعد عام من ناحية إقبال الطفل على الكتاب، ومن ناحية الشراء والاقتناء، وأضاف بأن المكتبة الخضراء تشارك في الطبعة السابعة عشر بـ٥٠٠ عنوان في مختلف المجالات والتخصصات، حيث يقبل الطفل تزامنا مع الدخول الاجتماعي، على كل الإصدارات التي تكون مدعمة لمشواره الدراسي، إضافة إلى ذلك قال مسؤول المكتبة الخضراء بأن الجزائري يقبل على كل ما يبرز شخصيته وهويته الجزائرية.
زوار راضون
زوار المعرض كان لهم حديث مع «الشعب» عشية اختتام المعرض الدولي للكتاب والذين أكدوا بأن المعرض كان ثريا ومتنوعا لا سيما لدى دور النشر العربية، حيث أكد محبو التاريخ بأن أكثر ما جلب انتباههم هو الكتب الحديثة التي تتحدث عن «الثورات العربية»، وهو ما أكده لنا السيد محمد عمراني (إطار)، قائلا بأنه اقتنى ما يقارب العشرة كتب تتحدث عما حصل في الدول العربية مؤخرا من تونس إلى ليبيا ومصر، وقال بأن دور النشر المصرية الحاضرة بقوة تتوفر على هذا النوع من الكتب، وأكدت زوجته السيدة عمراني والتي كانت بصحبته أنه بخلاف زوجها فإن ميولاتها تتجه نحو الاصدارات الخاصة بتاريخ الجزائر، إلى جانب الروايات مشيرة إلى أنها كانت حاضرة حين وقّع كل من ياسمينة خضرة وأمين الزاوي عمليهما الأدبي الذين ـ حسبها ـ لقيا اقبالا كبيرا من قبل محبيهما.
وقال سمير بونوة طفل في الثالثة ابتدائي انه قام باقتناء كتب في الرياضيات واللغة العربية والفرنسية لمساعدته في مشواره الدرسي، من خلال التمارين المحلولة، التي ستساعده على الفهم أكثر، وصرح والده بأن المعرض فرصة لاقتناء كتب بعيدة عن ما يصدر داخل المنظومة التربوية.
وإن كان قد وجد ما يبحث عنه أكد بأن المعرض فرصة حقيقية لأطفالنا، لأنه يتوفر على العديد من الكتب غير الموجودة في المكتبات العمومية.
أما الطلبة فقد عج بهم جناح الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية الذي قدم عددا من العناوين في مجال التاريخ والقانون والاقتصاد والفلسفة والأدب.. حيث حملوا ما استطاعوا من إصدارات تتوافق ومنهجهم الدراسي ـ حسب ما أكدته ـ أمينة طالبة بمعهد الحقوق سنة رابعة، والتي أثنت على تنوع وثراء المعرض الدولي للكتاب، وثمنت عودته إلى قصر المعارض الذي يستوعب أكبر عدد من الزوار، مشيرة إلى أن القانون مجال متشعب ولا يمكن أن نجد ما نحتاج إليه داخل المعهد، لذلك كانت وجهتي المعرض الدولي للكتاب.