أكد الكاتب «محمد مولسهول» المعروف بـ«ياسمينة خضرا» أول أمس على هامش توقيعه لكتابه «لي شون دي كانيبال (les chants des cannibales) أن الكتابة هي موهبة من عند الخالق لا يمكن أن يحتفظ بها لنفسه وإنما أن يفيد بها المجتمع ككل مشيرا أن الأبطال الذي يتحدث عنهم في رواياته هم شخصيات عادية ولكن مضحية بالنفس وقدمت الكثير من اجل هدف محدد تؤمن به وترى من خلاله يمكن خلاص الشعب والأمة من الشرور وتشييد حياة سعيدة أمنة.وقال الكاتب الشهير الذي خطف قلوب العديد من القراء أن السر في نجاحه هو حبه الكبير للكتابة التي تجري في عروقه ويجد فيها راحته مذكرا بأنه ولد شاعرا بالرغم من التحاقه بالمدرسة العسكرية التي لم تمنعه من الكتابة فخلال انخراطه بالجيش الشعبي الوطني قام بإصدار روايات موقعة باسمه الحقيقي وبعد ٣٦ عاماً من الخدمة يقرر ياسمينة خضرة اعتزال الحياة العسكرية والتفرغ للكتابة.
ورد «خضرا» على الأقاويل التي تروج حول عدم تطابق شخصيته مع الشخصية التي تقوم بكتابة الروايات موضحا: «ليس لدي ما أقوله في هذا الشأن اتهموني بأنني جاسوس لكن من أغناه الله لا يمكن للإنسان أن يفقره وأنا ثقتي في الله كبيرة كما ان شهرتي بلغت حد العالمية حيث تترجم وتباع كتبي في ٣٤ بلدا واذا كنت وسيلة لإسعاد اكبر عدد من الناس فانا مستعد لمواصلة هذا الدرب إلى أخر يوم من عمري».
وذكر كتابه «الجزائر» المعروض بالصالون الدولي للكتاب في طبعته ١٧ والذي هو عبارة عن رسائل موجهة لامراة اسبانية تسمى «لوسيا» قدم لها حقيقة الجزائر وواقعها المعيشي وما تزخر به من جمال الطبيعة وخيراتها وتنوع ثقافاتها العريقة وحسب خضرة فانه نص روائي يتحدث عن جمال وسحر وطنه الأم.
وأفاد ياسمينة خضرا بان الجزائر يمكن أن تتقدم وتتطور بفضل مثقفيها على الرغم من المراحل العصيبة التي مرت بها بدءا من فترة الاستعمار الفرنسي مرورا بالعشرية السوداء الا انها استطاعت حسبه ان تصمد لوحدها في وجه العدو، واضاف في نفس الشأن يقول «وطننا مسؤولية تقع على عاتق كل أبنائه فعلينا توفير الارضية الخصبة لهم لحمل المشعل بعدنا فالجزائر خالدة ولن تموت ابدا».
وتطرق في معرض حديثه إلى الكتاب الذي أصدره منذ أكثر من سنتين حول الأوضاع السائدة في إفريقيا حيث أكد أن الهدف منه هو توصيل رسالة لكل شعوب العالم التي تجهل حقيقة إفريقيا وشعوبها كاشفا عن إصدار قريب لكتاب حول صحرائنا الشاسعة وجمالها الخلاب.
وعن أعماله الروائية التي عرضت في شكل أفلام في دور السينما وهما «ماذا يريد النهار من الليل» و«الهجوم» أكد الكاتب الشهير أن أحداثهما تدور حول الربيع العربي والتحديات التي تواجه شمال إفريقيا.
وأشار إلى كتاب «ce que le jour doit a la nuit» الذي اخرج في فيلم هذه السنة اكد ياسمينة خضرا انه لقي صدى كبيرا لدى القارئ وكان من المفروض ان يعرض اولا في الجزائر مشيرا الى ان الفيلم عرف غياب بعض الشخصيات البارزة الا انه خال من العيوب كما لم يتضمن اية نقاط سلبية.
وتجدر الإشارة أن ندوة النقاش التي نشطها أول أمس الكاتب ياسمينة خضرا بقاعة مفدي زكرياء بقصر المعارض «سافاكس» عرفت حضورا كبيرا من قبل صحافيين جزائريين وأجانب كما كان الإقبال على كتابه الأخير Les chants des cannibales من اصدار دار القصبة للنشر منقطع النظير لدرجة أن كل النسخ تم بيعها.
ياسمينة خضرا يوقع كتابه الأخير، ويصرح:
لن أبخل على القارئ بما يجول في خواطري
فاطمة الزهراء طبة
شوهد:1339 مرة