كشف عبد القادر نور أول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون وواحد من محرريها سنة ١٩٦٢ في حوار مع «الشعب» عن إصدار قريب لكتاب خاص بجبهة التحرير الوطني ومخطوط لجمعية العلماء المسلمين، هو في صدد التدقيق في مضمونه وإجراء مقارنة بين المواقف المختلفة لرواد جبهة التحرير الوطني السابقين والتابعين مؤكدا ان كتابه «صوت الجزائر» الذي يباع حاليا بقصر المعارض «سافاكس» بتوقيعه لقي صدى كبيرا من قبل الزوار.
- «الشعب»: بداية نرحب بك في جناح جريدة «الشعب»، هل حدثتنا عن مسيرتك المهنية ؟ انا من مواليد ١٩٣١ بقرية الشرفة بالمسيلة كنت اول رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون مكلف بالإذاعة وأحد محرريهما في ٢٨ اكتوبر ١٩٦٢ ثم توليت منصب انتاج للاذاعة والتلفزيون ومدير للقناتين الاولى والثانية من ١٩٨٠ الى ١٩٨٦ وبعدها تفرغت للكتابة التي اجد فيها ضالتي وراحة بالي، وانا متواجد الان في المعرض لامضاء كتبي المباعة من اصدار «دار هومة للنشر والتوزيع».
- كلمنا عن كتبك المعروضة حاليا في المعرض؟ وهل لقي صدى لدى القارئ؟
كتابي «صوت الجزائر» من اصدار «دار هومه للنشر والتوزيع» وهو كتاب تاريخي يتحدث عن وثيقة للاعلام المسموع اثناء ثورة التحرير من سنة ١٩٥٦ الى ١٩٦٢ ويؤرخ لـ١٥ اذاعة كانت ناطقة باسم الثورة الجزائرية المباركة، اما الكتاب الثاني «الحركة الطلابية اثناء الثورة التحريرية الكبرى» من سنة ١٩٥٤ الى ١٩٦٢ يتحدث عن الحركة الطلابية بصورة عامة وعن الذين ساهموا في الثورة على اختلاف مدارسهم منهم الطلبة الاحرار ومعهد ابن باديس والزوايا وكذلك الطلبة الذين كانوا في المدارس والجامعات الفرنسية وقد لقي كتابي «صوت الجزائر» صدى كبيرا لدى الزبائن المتوافدين بكثرة على الصالون منذ افتتاحه، وكل من يشتريه يتحصل على توقيعي والمفاجأة الكبيرة ان احد ممثلي الكونغرس الامريكي في الشرق الاوسط المدير الاقليمي «وليام كوباكي» اخد الكتاب وقرأه بإمعان وقدم لمناقشة ما جاء فيه من أفكار واعتبره وثيقة هامة متوفرة حاليا في الوطن العربي ككل، اما كتاب «احاديث الاثنين» فهي للشيخ محمد الغزالي رحمه الله التي سجلها للاذاعة والتلفزة ولانه تركني امين الوصية على احاديثه قبل مماته فقد قمت بإخراجها في شكل كتاب، والان هو متوفر حاليا بالمعرض كما يشهد اقبالا منقطع النظير علما ان مداخيله المادية ستقدم الى المعاقين الجزائريين عن الحركة، ونتساءل لماذا خصص مداخيله للمعاقين عن الحركة بالرغم من ان فئة المعاقين متنوعة. ودعوني أقدم كلمة شكر لمدير دار الوعي الذي دفع مستحقات الكتاب مسبقا دون ان ياخد حقه ما عدا حق المطبعة الذين وتولى الاشراف عن التوزيع مجانا، ونحن نسعى الى تأسيس جمعية الشيخ الغزالي الخيرية في القريب العاجل وساقوم بدفع كل المصاريف للجمعية.
كما لي مخطوط عن جمعية علماء المسلمين الجزائريين وهي عبارة عن محاضرات القيتها في مناسبات عديدة عن نشاط جمعية العلماء المسلمين منذ نشأتها سنة ١٩٥٤ والتحاق طلبتها بثورة التحرير وسأقوم بإخراجه في شكل كتاب قريبا وكتاب آخر عن انطباعات جبهة التحرير الوطني وحقائق منذ ١٩٥٤ الى ١٩٨٧.
وعن سبب عدم إصدار هذين الكتابين في هذه الطبعة فانه يكمن في صدد التدقيق في كثير من المواقف والطروحات «جبهة التحرير الوطني».
- ماهي انطباعاتك عن هذه الطبعة؟ وما هو الكتاب الذي لفت انتباه نور؟
@@ أرى بان هذه الطبعة لمعرض الكتاب غنية وثرية بمجموعة كبيرة ومتنوعة من العناوين المعروضة والتي من شأنها اشباع فضول وحاجة العديد من القراء ومحبي مطالعة الكتب دينية او علمية كانت ام روائية او تاريحية.
كما ان تنظيم مثل هذه التظاهرة الثقافية في الجزائر وسط ظروف تنظيمية محكمة هي فرصة من ذهب لعشاق الكتاب الورقي لكي يجدو ضالتهم ويقتنوا كتبهم المفضلة بثمن معقول وفي متناولهم سيما مع التنوع الكبير في المؤلفات المعروضة من قبل دور النشر الجزائرية والاجنبية المشاركة بقوة في هذا المعرض والتي وصل عددها ٧٥٠ دار.
- ما رأيك في الاقبال الكبير الذي شهده المعرض الدولي للكتاب؟
@@ نعم، المعرض شهد توافدا كبيرا من مختلف الفئات وهو ما يدل على ان الجزائر بخير لانها تمتلك قراء عديدين يعشقون القراءة وشعب مولع بالثقافة كونه على دراية بكل ما يجري على الساحة الثقافية من مطبوعات جديدة واسماء مؤلفيها.
كما ان فرنسا تركت الشعب الجزائري متخلفا بعد سعيها الى تفقيره وتجهيله ولكن والحمد لله فشعبنا استطاع تجاوز هذه المرحلة العصيبة بعد ان اصبح ينعم بالحرية والاستقلال التام لانه لطالما تحلى بالعزيمة والارادة القوية وحب العلم.
وهذا الإقبال الكبير الذي سجله صالون الكتاب يدل ايضا على التطور الحضاري والثقافي اللذان بلغاه الشعب الجزائري في الوقت الحاضر، ونشكر دور النشر الجزائرية والاجنبية على المجهودات الجبارة التي تقوم بها من خلال توفيرها كتب متنوعة تلبي طموحات ورغبات القارئ الجزائري.
ولا يمكن ان ننكر بان ايامنا هذه مختلفة عن التي سبقتها فاهتمامات الشعب الجزائري اختلفت الان، ٩٧ بالمئة هي نسبة الامية في الجزائر اثناء فترة الاستعمار اما في الوقت الحاضر فقد شهدت النسبة انخفاضا كبيرا والدليل على ذلك توفير مختلف الامكانيات الضرورية لطلب العلم كالجامعات التي اصبحت تتوفر عليها كل ولايات الجزائر.
- تحتفل جريدة «الشعب» بالذكرى الـ ٥٠ سنة من تأسيسها ماذا يمكن ان تقوله لنا في هذا الشأن؟
@@ بكل صراحة جريدة «الشعب» هي أم الصحافة الجزائرية ووثيقة هامة للمخزون الثقافي الجزائري لانها جريدتنا الاولى والمدرسة الاعلامية التي انجبت العديد من الشخصيات المعروفة والإعلاميين اللامعين كما أنها تملك مقالات غنية وكتاب ممتازين على غرار خليفة بن قارة وغيرهم من الكتاب الذين أبدعوا بكتاباتهم وخطفوا قلوب الكثير من القراء بقلمهم الساحر.
وبالتالي على جيل الحاضر المحافظة على هذا الموروث الثقافي التاريخي الذي لا يستهان به.
- اذا سالناك عن المؤلفين الذين ترى بان كتاباتهم في غاية الروعة؟ من هم هؤلاء الكتاب؟
@@ الكاتب الذي اراه متميزا في مؤلفاته الدكتور عبد القاسم سعد الله هذا الاخير له اسلوب رائع وكتب تعجبني كثيرا، اضافة الى الكاتب يحي بوعزيز الذي تتضمن مؤلفاته مواضيع تاريخية والتي ارى بانها في القمة، وهذا لا يعني بانه لا يوجد كتاب اخرون يستحقون التقدير والتحية عما قدموه من كتب رائعة.
- في ظل التطور التكنولوجي الذي اصبح يطغى على كل المجتمعات؟ الا ترى ان الكتاب الورقي فقد قيمته بعد ظهور الكتاب الالكتروني؟
@@ التطور التكنولوجي ضروري ولكن الجاهز لا يرسخ في الذهن ولكن الشيئ الذي نبحث عنه ونشتريه تكون قيمته اكبر والكتاب الورقي له نكهته الخاصة ولا يمكن ان يفقد قيمته والدليل على ذلك ما ترونه في المعرض اقبال منقطع النظير من قبل الزوار على الكتاب الورقي.