تضمنت فسحات روحية للحداثة وما بعد الحداثة

نزيهة شلخي تصدر مجموعتها الشعرية «تباريح الصمت»

نور الدين لعراجي

 

اعتمدت فيها على التّكثيف و الإيجاز والجسارة في استخدام الإيحاء و الرّمز

تعتزم الكاتبة والشاعرة نزيهة شلخي موسى استقبال مولودها الأدبي الثّاني قريبًا، «تباريح الصّمت» المجموعة الشّعرية الّتي عاشت مخاضها لترى النّور أخيرا، الصّادرة عن دار الأوطان للنّشر بالجزائر العاصمة، كتب مقدمتها عضو اتحاد الكتّاب الأردنيين الشاعر محمد خالد النبالي، الّذي قدّم لها قراءة واعية تدل على خبرة طويلة وتذوق سليم بدراسة موضوعية شاملة متكاملة الجوانب بنظرة متفحصة لكلّ عنصر من عناصر النّص.
الكتاب من الحجم المتوسط يقع في 160 صفحة تضمّن العديد من القصائد الّتي تحمل الهوية العربية فيها من الحداثة وما بعد الحداثة تضمنت فسحات روحية تحمل مناجاة الذات الإنسانية في أدق وأوسع تجلياتها، نصوصها تعبّر عن قلقها الدّائم وبحثها المستمر فيما وراء الأشياء، فهي دائمة السّؤال عن ذلك الطّيف المتماهي مع أحلامها وآمالها.
فقد سبق للشاعرة نزيهة وأن أصدرت باكورة أعمالها في المجموعة الشّعرية الأولى تحت عنوان «سطور خطّتها الذاكرة « الصّادرة عن دار الأوطان للنّشر أيضا سنة 2014 بالجزائر العاصمة، كما لها عدة إسهامات في القصّة القصيرة والقصة القصيرة جدا التي ترى فيها متنفسا للتّعبير عن الواقع بكل قساوته و تحاول من خلالها أن تعالج القضايا المسكوت عنها في مجتمع يحترف مواربة  الحقيقة والاختفاء خلف الوهم.
أما لوحة الغلاف فهي من تصميم الفنان التّشكيلي السّوري تقولا الطّويل. وقد تنوعت مضامين القصائد تناولت فيها الشّاعرة مختلف المواضيع والقضايا فكتبت عن هموم الإنسان وصراعاته الدّاخلية وإرهاصاته وقدمت قراءة معمقة للذات الإنسانية بكل توقها وعنفوانها وبحثها الحثيث عن التّحرر من أوجاعها، كما خاطبت الرّجل بلسان الأنثى وحدّثته عن أوجاع المرأة وآمالها كما تحدّثت عن الوطن المثخن بالجراحِ، دون أن تنسى القضايا الهامّة في العالم والوطن العربي وقدّمت من خلال نصوصها رؤيتها الخاصّة للحياة والإنسان والوطن وبذلك قدمت إضافتها الخاصّة الّتي تعبر عن موقفها تجاه ما يحصل من حولها من متغيرات .
وختمت الشّاعرة الدّيوان بمجموعة من الومضات الخاطفة المدهشة والمبهرة الّتي اعتمدت على التّكثيف والإيجاز والجسارة في استخدام الإيحاء والرّمز، واستطاعت أن تختصر من خلالها اللحظات الدّقيقة التي قد تغفل عنها العين المجردة  فتمكنت من تصوير الواقع بكلّ تفاصيله الصّغيرة منها والكبيرة، محاولة بذلك رسم ابتسامة بريئة في زمن العبوس.
للتذكير الأديبة نزيهة شلخي موسى من مواليد الجزائر العاصمة، خريجة جامعة الجزائر ليسانس في اللغة العربية وآدابها دفعة 2007، التحقت بقطاع التربية والتّعليم كأستاذة للغة العربية سنة 2011، رئيسة نادي الثّقافة والإبداع بلدية الكاليتوس لها عدة تكريمات ومشاركات في ملتقيات أدبية وطنية، تعودت على نشر أعمالها في عدّة جرائد وطنية وعربية. تم اختيارها كمحكّمة دائمة في عدّة منتديات تُعنى بالقصّة القصيرة جدا والقصّة الومضة، فقد كان أول لقاء لها مع الكتابة منذ نعومة أظافرها، حيث داعبت أناملها الورق عبر خربشات لا تزال شاهدة على بداياتها الأولى وشغفها بكلّ ما له علاقة بالأدب تأثرت كثيرا بكتّاب المهجر على رأسهم جبران خليل جبران الّذي تعتبره شاعرا وفيلسوفا وفنانا تشكيليا كان له الأثر البالغ في كتاباتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024