نظم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية والمحمية لوهران، بالتعاون مع متطوعين من المجتمع المدني، وكذا القطاع الحضري لسيدي الهواري ومديريتي الشؤون الدينية والثقافة حملة تنظيف واسعة لمسجد الباشا، متبوعة بزيارة استكشافية عملية لهذا المعلم الأثري والديني.
حسب ما كشفه رئيس الديوان بالولاية اورابح ماسينيسا، فإن الهدف من وراء تنظيف المعالم الأثرية المتواجدة عبر تراب الولاية إعادة الاعتبار لها، تحفيز العائلات الوهرانية والمجتمع المدني على ثقافة السياحة الأثرية والدينية، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الهيئات المدنية في المدينة بهدف إنعاش السياحة الداخلية، نظرا لما تمتلكه عاصمة الغرب الجزائري من مقومات هامة في هذا الجانب.
واطلع الزوار من شروحات كافية على اهمية مسجد الباشا الوحيد الذي نجا من محاولات التدليس التي مارسها المستعمر الفرنسي ضد المقومات العربية الإسلامية للشعب الجزائري، وذالك عبر تحويل جميع المساجد الأخرى من طابعه الديني إلى كنائس وإسطبلات وثكنات عسكرية، استغلت الصوامع بها كأبراج مراقبة.
وتعود هندسة المسجد المعمارية للتواجد العثماني بالجزائر، حيث شيد عام 1797 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة طرد الموريسكيين، وبعدها أحتل هذا المسجد من قبل المستدمر الفرنسي، ولكنه سرعان ما أعيد للجزائريين لممارسة الشعائر فيه عام 1883 بأمر من الجنرال ديسمشيل، وبناءا على أوامر نابليون الثالث ألصق على أبوابه الأسلح.
وفي سنة 2008 أغلق المسجد التاريخي «الباشا»، بحي سيدي الهواري العتيق من قبل السلطات المحلية، بعد تصدع أجزاء مهمة منه، استفاد على إثرها من مشروع الترميم الذي نفذته مؤسسة إنجاز تركية، قصد الحفاظ على نمطه المعماري الأصيل وأشكاله الفنية المتعددة والأصيلة.