على هامش حفل جائزة رئيس الجمهورية “علي معاشي” للمبدعين الشباب، التقينا الكاتب والمترجم والأكاديمي د.محمد ساري، الذي سبق له وأن كان عضوا بلجنة تحكيم الجائزة، وتحدث إلينا عن هذه التظاهرة التنافسية التي أسّست، بحسبه، لجيل جديد من المبدعين، كما أكد عزم وزارة الثقافة نشر الأعمال الفائزة في مبادرة من شأنها دعم المسعى الرئيسي للجائزة وهو تشجيع المواهب الشابة.
سألنا د.محمد ساري عن رأيه، كمثقف وأكاديمي وأديب، في جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب، فأجاب قائلا:«إننا إذا ما نظرنا إلى كل طبعات جائزة علي معاشي العشر، فسنرى بأن الأسماء الأولى التي فازت بها هي التي تتصدر الآن ما يسمى بالجيل الجديد للكتاب. واستشهد ساري بأسماء مثل هاجر قويدري، أمينة شيخ، إسماعيل يبرير، عبد الوهاب عيساوي، رشدي رضوان، سمير مفتاح، محمد رفيق طيبي، وغيرهم.
هذا الأمر “معناه أن جائزة علي معاشي قد أسست لجيل جديد من الكتاب والروائيين والشعراء، وهو في حد ذاته شيء إيجابي جدا، وأنا لما شاركت في إحدى لجان الأعوام السابقة، تفاجأت بالعدد الهائل من المخطوطات التي يتم إرسالها إلى الجائزة، وكان هناك على الأقل 10 مخطوطات كلها تستحق الجائزة”، يقول ساري، الذي يضيف: “كنت قد اقترحت القيام بنوع من التنويه بمجموعة من النصوص التشجيعية، أو أن نسميها على الأقل “القائمة القصيرة”، ويتم نشرها في الصحافة، وكانت الوزارة قد رأت بأنه حينما يتم إنشاء جائزة تشجيعية، يجب أن يكون لها مقابل مادي، ولهذا رفض الاقتراح لاعتبارات مادية”.
في هذا السياق، سألنا الدكتور ساري عن إمكانية وقابلية تحسين الجائزة وتطويرها أكثر، فاعتبر بأن تحسين الجائزة يكون بنشر الأعمال الفائزة بها: “أنا مسرور جدا بوجود مشروع لنشر كل الأعمال الفائزة في الرواية والشعر إلى غاية الطبعة السابقة، وأظن أنها ستصدر الخريف المقبل لدى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، بحسب علمي”، يؤكد ساري.
يرى محدّثنا بأن هذه المبادرة في حد ذاتها تثمين للجائزة، ويضيف: “ما فائدة أن نمنح جائزة لكاتب ما ويبقى مخطوطه بدون نشر، وكثير من الذين تحصلوا على الجائزة في سنوات سابقة اشتكوا من عدم نشر أعمالهم، هل يكفي أن يأخذ الفائز مكافأة مالية؟ صحيح أن المكافأة المالية مهمة ولكن الكاتب يحتاج مكافأة معنوية، بأن يُنشر عمله ويُقرأ”.