تحديات تواجه مشاريع الاندماج

غـياب التمويل وتخـلي الدول المانحة عن تعهداتها

يتفق جميع الخبراء والمراقبون، إن مبادرة «النيباد»، حققت نتائج جيدة على الأرض، خاصة في السنوات الأولى من إطلاقها، حيث حصلت القارة على العديد من الاستثمارات المباشرة، خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنى التحتية، وورشات الإصلاح الاقتصادي والسياسي من اجل تعزيز الديمقراطية والحكم الراشد.

وبقيت بعض التحديات التي تحتاج إلى جهد ووقت من اجل تجاوزها، والوصول الى الأهداف المحددة بفترات زمنية أو على المدى البعيد، وتتمثل هذه التحديات في أن المشارع العديدة التي شملتها مبادرة «نيباد»  بحاجة إلى تمويل ضخم وموارد مالية كبيرة لسد فجوة تبلغ ١٢٪ من الناتج المحلي الإجمالي للقارة أي ٦٤ مليار دولار سنويا، وتعاني الدول الإفريقية من ضعف في هذه الموارد ناهيك عن مشكل الديون الخارجية التي تثقل كاهل هذه الدول، فيما ظلت المساهمات الخارجية الرسمية قليلة وغير مؤثرة وذلك يتضح عندما وعدت أمريكا في في المؤتمر الأمريكي ـ الإفريقي ٢٠٠٢ تمويل «نيباد» بنسبة كبيرة من تقديرات احتياجاتها، لتكتفي فيما بعد مع مجموعة الثمانية بمنح خمسة مليارات للأفارقة ليلتزموا بالخطة، التي تقوم على توفير البنية التحتية للاستثمارات الأوربية الأمريكية وبأقل التكاليف، وهو ما يعكس الأطماع الأوربية ـ الأميركية على القارة خاصة وان هذه المبادرة تعتمد بالدرجة الأولى على المساعدات المالية التي تقدمها بصفتها دولا مانحة، لكن وفق ما يبقي على العلاقة غير المتوازنة.
وهناك تحدي آخر يكمن من ضعف قدرة الدول الإفريقية على حفظ سلام فاعل في مناطقها المضطربة، ولا تملك المنظمات الإقليمية الإفريقية والدول الأعضاء فيها الأهلية والموارد كي تقوم بعمليات سلام متعددة الأبعاد وشاملة  لكن توفر الإرادة الإفريقية الخالصة من اجل الدفع بالمباردة وتجسيد مشاريعها على الأرض، يمكن من تجاوز هذه التحديات والوصول لإقامة شراكة حقيقية بين أفريقيا والدول المتقدمة مبنية على الاحترام المتبادل والمسؤولية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024