عن مخطوطها “متشـردة ميتافيزيقية”

شــام تتـوّج بجائـزة “الورثيلانـي لأدب الرحلــة”

فاطمة الوحش

أعلنت لجنة تحكيم جائزة “الورثيلاني لأدب الرحلة” في دورتها الثالثة عن فوز الكاتبة نعيمة شام لبي من “تابلاط” بولاية المدية، بفضل مخطوطها الموسوم بـ«متشردة ميتافيزيقية”، وقد تميزت هذه الدورة التي تحمل اسم العالم والأديب الجزائري الحسين الورثيلاني، صاحب كتاب “نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار”، بكونها محطة لإبراز قيمة أدب الرحلة كجسر بين الماضي والحاضر، وفضاء يلتقي فيه التوثيق بالتجربة الإنسانية في بعديها الثقافي والروحي.

العمل الأدبي الذي نال التتويج، تنقلت من خلاله الكاتبة بين عدة ولايات جزائرية، من تيارت إلى ورقلة، ومن غرداية إلى تيزي وزو، ومنها إلى البويرة وقسنطينة وباتنة، لتجعل من كل محطة نافذة على تنوّع الجغرافيا والإنسان، ولتمنح القارئ تجربة سردية تنسج بين المشاهدة الحية والتأملات الميتافيزيقية التي طبعت أسلوبها.
 هذا التداخل بين تفاصيل المكان وعمق الرؤية الفكرية أعطى للمخطوط فرادته، وأهّله ليتوج ضمن أبرز النصوص الرحلية لهذا العام.
ويمنح التتويج لصاحبته فرصة نشر المخطوط في طبعة جزائرية، بعقد مباشر مع دار النشر “أشنكض”، إلى جانب مبلغ مالي قدره 50 ألف دج، و«درع شبكة كفاءة للتميز الإبداعي”، في التفاتة رمزية تجمع بين التقدير المعنوي والدعم المادي.
وقد عبّر القائمون على الجائزة بجمعية “شبكة كفاءة الثقافية” بولاية برج بوعريريج عن تهانيهم للفائزة، مثمنين في الوقت نفسه جهود لجنة التحكيم التي ضمّت الأديب محمد الصيد بهلولي، الكاتب والإعلامي الأردني حسين خلطات، الدكتورة وسيلة بوسيس، الدكتور محمد الأمين العلاونة، والدكتور نعيم المثردي، تحت إشراف الأديب عبد الرزاق بوكبة. كما توجهوا بالشكر إلى المحسن الثقافي الذي تكفل بالقيمة المالية للجائزة، عرفانًا بدوره في تشجيع الأدب الوطني.
وسبق للكاتبة نعيمة شام لبي أن أثبتت حضورها في الساحة الأدبية، حيث فازت سنة 2018 بجائزة “ببلومانيا للرواية العربية” في مصر عن روايتها “لوكيميا”، التي تنتمي إلى أدب الرعب، وهو ما يعكس تنوّع مسارها الأدبي وقدرتها على خوض تجارب مختلفة تجمع بين الجرأة الإبداعية والانفتاح على أجناس أدبية متعددة.
تجدر الإشارة، إلى أن جائزة الورثيلاني لأدب الرحلة، التي انطلقت طبعتها الثالثة في 3 أفريل 2025، وُجدت لتشجيع الكتاب الجزائريين على خوض غمار أدب الرحلة، وإحياء تقاليده. وهي جائزة سنوية تُمنح للأعمال غير المنشورة حصريًا في هذا الحقل، وتشمل فروعًا عدة من بينها تحقيق الرحلات، الدراسات في أدب الرحلة، الرحلة المعاصرة، الرحلة الصحفية، واليوميات.
وتسعى الجائزة، من خلال استلهامها لتراث الحسين الورثيلاني، إلى تكريم هذا الإرث الذي يشكل جزءًا من الذاكرة الأدبية الجزائرية، وإلى تشجيع الأجيال الجديدة من الكتاب على تحويل رحلاتهم وتجاربهم في الأمكنة والفضاءات المختلفة إلى نصوص إبداعية قادرة على إثراء المكتبة العربية. فبفضل هذا النوع الأدبي، لا تقتصر الكتابة على وصف المكان، وإنما تتجاوز ذلك إلى الكشف عن عمق التجربة الإنسانية، والتعبير عن تنوّع الجزائر الثقافي والحضاري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025
العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025