اختتمت، سهرة أول أمس الخميس، بميلة، فعاليات المهرجان الوطني الثقافي للعيساوة في طبعته الـ 10 بعد 5 أيام من النشاط الفني والندوات الفكرية، حيث عاد شرف تنشيط السهرة الختامية للمهرجان الذي اتخذ هذا العام من «البعد العربي للفن العيساوي» شعارا له للفرقة الراشيدية العيساوية لمدينة قسنطينة، بقيادة الفنان الشيخ عزوز بوعبيد.
ومثلما يفعل ماسترو حقيقي لأية فرقة موسيقية تمكن بوعبيد، على مدى أكثر من ساعة من الزمن من تقديم مجموعة متناسقة، منحت جانبا مبهرا من التراث العيساوي القسنطيني التليد وهو ما كان محل ثناء من الجمهور المتوسط الحاضر بدار الثقافة للمدينة. وبين الصلاة والسلام على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى استذكار قصائد السلف الصالح في ذكر الله ومدح خير الخلق، وتوقير الأولياء وفي مقدمتهم مؤسس الطريقة العيساوية «محمد بن عيسى»، لم يكن أمام الحضور متسع من الوقت لالتقاط الأنفاس جراء الريتم العام للأداء.
ويرجع تأسيس فرقة «الراشيدية العيساوية» لقسنطينة إلى 1997 بعدما كانت تلقب باسم «المحمدية» منذ سنة 1984. وتعد الراشيدية إحدى أشهر فرق عاصمة الصخر العتيق إلى جانب فرق كثيرة أخرى، ما زالت محافظة على تقاليد وطقوس هذا الفن العيساوي القائم بذاته، حسب مختصين.
وشهدت السهرة أيضا حضورا مميزا للفنان المعروف الشيخ محمد الغافور صاحب رائعة «يا لايم»، حيث حرص على تأدية أغاني من تراثه تتغني بحب الرسول الأعظم مشاركة منه في فعاليات هذا المهرجان.
وتم خلال هذه السهرة الختامية أيضا تكريم بعض الأساتذة المشاركين في الندوات الفكرية الثلاث للمهرجان، ومنهم السعيد جاب الخير وعبد القادر بلعربي ومحمد بوسبتة، وشهد المهرجان الذي افتتح فعالياته، الأحد الماضي، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، مشاركة 15 فرقة فنية من 14 ولاية من مناطق عديدة للوطن.