شهدت مدينة بسكرة انطلاق فعّاليات الطبعة الأولى لمهرجان “ليالي معطي بشير”، بتنظيم من تعاونية “أوسكار للثقافة والفنون”، وبمساهمة المجلس الشعبي البلدي. جاء المهرجان تحت شعار “مدرسة التنوّع والإبداع والخلود”، إحياءً لذكرى رحيل الفنان الكبير معطي بشير.
تزامنًا مع ذكرى وفاة الفنان، ضمّ المهرجان مجموعة من الأنشطة، حيث احتضن رواق العرض بالمسرح الجهوي معرضًا يروي مسيرة الفنان معطي بشير، من خلال صور تعكس حياته الفنية التي أثمرت عن أكثر من 400 لحن. كما شملت الفعّاليات سهرات موسيقية، افتتحتها فرقة “نايس داي” بقيادة الفنان جمال بركة في قاعة الفكر والأدب.
وعُرض خلال المهرجان فيلم وثائقي حول حياة معطي بشير، من إنتاج التلفزيون الجزائري وإخراج حميد طيطاش، أعقبته ندوة فكرية تناولت تاريخ الفنان الراحل وإسهاماته الموسيقية.
اختُتم المهرجان بحفل كبير أحياه نخبة من الفنانين بمرافقة أوركسترا الموسيقار كمال معطي بقيادة هشام معطي، بحضور جمهور واسع والسلطات المحلية. وقد تمّ تكريم عائلة الفنان الراحل وعدد من الوجوه الفنية المحلية اعترافًا بإسهاماتهم.
معطي بشير..إرث فني خالد
تحدّث الفنان فؤاد ومان عن أهمية هذه التظاهرة، مشيرًا إلى أنّ معطي بشير كان حاضرًا في جميع المحطات الفنية الكبرى بالجزائر منذ الاستقلال. بدأ مسيرته كعازف موسيقي، ثمّ قاد فرقة الإذاعة الوطنية التي لعبت دورًا محوريًا في اكتشاف ودعم الأجيال الجديدة من الفنانين، خصوصًا من خلال برنامج “ألحان وشباب” الذي ساهم في بروز أسماء لامعة.
ولد الفنان معطي بشير في بسكرة عام 1942، وفقد بصره في سن 12 عامًا، إلا أنّ إعاقته لم تقف عائقًا أمام طموحه، حيث بدأ مسيرته كمغنٍّ في إذاعة الجزائر بعد الاستقلال، وسرعان ما برز كملحّن قدّم أعمالًا خالدة لفنانين مثل سلوى، صالحة الصغيرة، خليفي أحمد، نرجس وغيرهم.
على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، كان معطي بشير معلمًا ومرشدًا لأجيال من الفنانين، حيث كان وراء انطلاقة العديد من نجوم الأغنية الجزائرية، مثل الشاب مامي، محمد لمين، نرجس، مريم وفاء، ونادية بن يوسف. ورغم معاناته الطويلة مع المرض، ظلّ عطاؤه الفني مستمرًا حتى وفاته في 8 جانفي 2004.
يبقى معطي بشير رمزًا خالدًا في تاريخ الموسيقى الجزائرية، ومهرجان “ليالي معطي بشير” خطوة هامّة لتخليد إرثه الفني.