البعد الميتافيزيقـي لعيـد “ينايــر” في صيغتـه العربيـة

النعامة: محمد أمين سعيدي

 يعتبر عيد “يناير” أو “ليلة العام” أحد الطقوس التقليدية التي تجمع بين الثقافات الأمازيغية والعربية في الجنوب الغربي، حيث يعكس تفاعلا ثقافيا عميقا بين هاتين الحضارتين.

 يشير الباحث هواري مرين إلى أن هذه المناطق تحتفظ بتسميات أمازيغية للمناطق رغم أن سكانها من العرب، مثل “تالغمت” و«تيرايين” و«أقلي”، ممّا يعكس الأثر اللفظي الأمازيغي العميق للمكان. ولكن الأثر لا يقتصر على اللفظ فقط، بل يشمل أيضًا السلوكيات والمعتقدات التي ترافق هذا العيد.
يرتبط عيد “يناير” بتاريخ طويل يعود إلى القرون الماضية، حيث أُسِّست هذه المناطق نتيجة الهجرات المتتالية من الشمال المغاربي، مما أدى إلى انتقال “الموروث الاجتماعي والسلوكي” من مكان لآخر. ومن خلال هذا التفاعل الثقافي، وُلدت طقوس جديدة تمزج بين الفلكلور المحلي والمعتقدات الوثنية القديمة.
ورغم أنّ معظم الدراسات تعود بجذور هذا العيد إلى عهد البطل “شيشناق”، إلا أن العيد كان يُعتبر بمثابة بداية دورة الزمن الكونية التي تربط بين مفهومي “الحظ” و«الشؤم”. وقد أُضفي عليه في وقت لاحق طابع فلاحي مرتبط بالزراعة، ليصبح جزءًا من دورة الحياة الزراعية.
يضيف مرين أنّ “ليلة العام” التي تصادف 12 يناير، تمثل بداية جديدة للحظوظ والفرص لكل فرد، قبيلة، ومكان جغرافي. ومع مرور الوقت، أُضيفت العديد من الرموز العربية والإسلامية، مثل الطهارة واستخدام الأدعية الطيبة، بينما بقيت بعض الملامح الوثنية، مثل الامتناع عن ذبح الأغنام في هذه الليلة.
ورغم التّحوّلات التي شهدها العيد بفعل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، يبقى “يناير” إرثًا مشتركًا يعكس التنوع الثقافي بين الأمازيغ والعرب، متمسّكًا بجذوره العميقة التي تزاوج بين المعتقدات القديمة والتقاليد المستجدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025