يكتمل شغف الكتابة عند الشاعرة نادية نواصر، بتحقيق رغبتها في ولوج عالم الرواية، والتي أسفرت عن ميلاد أول عمل أدبي لها بعنوان “أوريسيا”، الصادر عن دار “هليوبوليس للنشر والتوزيع”..رواية تبحث في حب الأرض والوطن واستعادة الضمير العربي والإنساني.
تؤكّد شاعرة بونة نادية نواصر في حديث مع “الشعب” إنّ دخولها عالم الرواية جاء نتيجة ما يعيشه العالم والوطن العربي من أحداث وأزمات، وتقول “كانت قصة الحراك الشعبي في الجزائر، وما يعيشه الوطن العربي بكلّ جراحه، بحاجة لأن أسلّط الضوء عليه وأعالجه عن طريق السرد”، وأضافت “كان لا بدّ من سرد هذه الأوجاع وأن أعبر عن حب الوطن في زمن المحنة”.
تأتي الرواية ـ حسب المتحدّثة ـ من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث وما يعيشه الوطن العربي، بالتوغّل في الأسباب وجعل الضمائر تستيقظ لجعل المواطن يحمي وطنه من كلّ ما يحيط به من أزمات وتهديدات، مشيرة إلى أنّ هذا العمل الأدبي هو محاولة السعي وراء كلّ ما يحافظ على هوية هذا الوطن ومقدّساته ورموزه.
تتحدّث “أوريسيا” عن الحراك الشعبي المبارك والجزائر المنتصرة..وعن الحب في زمن المحنة والجرح العربي الفلسطيني، ونكسة لبنان.. وعن موقف الجزائر الإنساني من كلّ ذلك ـ تقول نواصر ـ كما تتحدّث عن المواطن المخلص لوطنه، وهذا الإخلاص الذي يمتدّ إلى احترام ميثاق الشهداء وأنّ الجزائر بحاجة إلى أبنائها لحمايتها من المؤثرات الخارجية، كما لفتت إلى أنّ الرواية تبحث في حب الأرض والوطن والإخلاص والعودة إلى الضمير العربي والإنساني الذي يكاد يتلاشى في وقتنا الراهن.
«بتوقيت الفجر وعند ابتهالات الروح وبصوفية عالية، تعتقل أوريسيا لحظة مهربة من الحنين الجارف فتنحت على ورق الرغبة، ما يزدحم في خفقها من رسائل الشوق والعشق والثورة، فتكتب إلى أحمد: هذا كتاب الروح يا أحمد، اقرأه كما كنت أقرأ عشقي إليك في بريق عينيك وسوادهما الساحر..الوطن والحب معادلة تشبه الروح والجسد، حيث لا يمكن فصلهما عن بعضهما”، تقول الكاتبة في روايتها..
لتضيف “..نحن يا أحمد الفئة البسيطة المثقفة المناضلة التي اختارت أن تعيش في مدنها..في جزائرها..وأن تعيش ظروف هذا الوطن بمرّها وحلوها، نحن جيل ما بعد الإستقلال من آباء ثوريين علمونا حب الوطن بلا مقابل..”.
من جهة أخرى، تقول الشاعرة نادية نواصر أنّ رواية “أوريسيا” لقيت رواجا كبيرا من قبل الباحثين والأكاديميين والطلبة، وهي تفكّر حاليا في طبع نسخة ثانية من الرواية، بعد أن نفدت النسخة الأولى خلال معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 27، مؤكّدة أنّ الرواية فور صدورها دخلت مدرجات جامعة سكيكدة، حيث أنّها ستكون موضوع نقاش لرسالة ماستر2 والموسومة بـ«شعرية الخطاب السردي في رواية أوريسيا لنادية نواصر”.