سلمى زروقي شيتور توقّع “أكسا آرت”.. بالألوان
افتتحت الفنّانة التشكيلية سلمى زروقي شيتور، معرضا يضمّ مجموعة من أعمالها الجديدة التي حاولت من خلالها التعبير عن المرأة وعوالمها الوجدانية، في قالب فنّي بديع مليء بالدّلالات والرموز والإيحاءات ويشعّ بالأنوثة والجمال والسحر.
وتحت عنوان “أكسا آرت”، تتيح هذه الفنّانة العصامية للزوار الولوج إلى عوالم المرأة الجزائرية في بيئتها الأصلية، إذ تأخذهم إلى عالم بديع يعجّ بالحياة والألوان ويوميات النساء الاجتماعية، وكذا العادات والتقاليد والتراث الأصيل، وفي أجواء روحية جزائرية.
وتهيمن المرأة العاصمية بكلّ حضورها الجسدي والاجتماعي والروحي على أعمال هذه الفنانة، وهي من مواليد الجزائر العاصمة، بما تقدّمه من إبداع فني راق ولمسة جمالية عالية تبرز مكانة وحضور المرأة الجزائرية في مجتمعها، ومساهمتها الكبيرة فيه، بجمالية وحساسية كبيرة.
وتقدّم الفنّانة في هذا الإطار 15 لوحة بتقنية الأكريليك في الفن الساذج، تغلب عليها البورتريهات النسائية الفردية، غير أنّها لا تخلو أيضا من الجلسات النسائية التقليدية، وكذا صور الطيور البديعة كالطواويس والنوارس، بالإضافة إلى بعض الأعمال التجريدية التي تتلاقى فيها الألوان كالأشعار، معطية للزوار حرية القراءة والتأويل.
ومن خلال وضعيات النساء وكيفيات تجمعهنّ، وهنّ في فضاءات عائلية أو خاصّة، يرتدين أبهى الأزياء التقليدية وأجمل الحليّ، والتي تعكس موروثاتهنّ الثقافية، وكذا طريقة جلوسهنّ وإسدال شعورهنّ، استطاعت سلمى زروقي شيتور أن توجد شاعرية خاصّة لتلك الأجواء التي تعجّ بالحياة والأحاسيس النفسية.
وتنعكس من خلال هذه الأعمال مشاعر وصفات متعدّدة هي عنوان لهذه المرأة كالحب والأمل والحنين والسعادة والجمال والأناقة والحسّ الفنّي، كما تبرز منها بوضوح بعض مظاهر التراث الجزائري، كالعمران التقليدي والملابس النسائية التراثية كالمحرمة والكاراكو وخيط الروح.
وتؤكّد الفنّانة أنّ أعمالها “جاءت في لحظات عفوية، عبّرت من خلالها عن أحاسيس فنية تجاه المرأة، والنساء اللائي تأثرت بهنّ في حياتها كالأم والجدّة..”، وهذا لأنّ المرأة، كما تقول، تعتبر “أساس العائلة، والحامل الأكبر للتراث والثقافة والعادات والتقاليد..”.
وليس من الصعب تمييز الانتماء الجغرافي والثقافي العاصمي لأغلب هذه الأعمال، إذ منحت ريشة الفنّانة بعدا أنثروبولوجيا كبيرا لأعمالها، حيث أنّها ترصد أجواء عاصمية أصيلة، تعكس الممارسات اليومية للنساء في محيطهنّ العائلي وخارجه، وفي مناسبات مختلفة كالأعراس وجلسات الدردشة.
ومن الأعمال المعروضة بهذا المعرض “قعدة رمضانية”، التي تبرز جلسة نسائية في سهرة رمضانية تغلب عليها الأجواء الفنية الخالصة، وسط ديكور عاصمي أصيل يحيل إلى القصبة، وكذا “أسرار أختي” التي تبرز بدورها جلسة تقليدية بين أختين شابتين تتبادلان حكاياهما وأسرارهما في جلسة ليلية، بشرفة ما أو سطح بيت.
ومن عناوين هذا المعرض أيضا “زوجة محافظة على التقاليد”، “الأخوات، الحماية”، “العصفور ا لرائع”، “أمل”، “وسط الدار”، “نوبة”، وهي أعمال تعجّ بالألوان، وفي هذا تقول سلمى زروقي شيتور أنّ هذه الأخيرة “ترمز للفرح والبهجة”، وأنّ “هذا ما تريد إيصاله للزوار، بزرع البهجة فيهم والسرور، فهي بمثابة علاج نفسي”.