استفاد موقع تيمقاد الأثري بولاية باتنة، من عدّة عمليات ترميم وتطوير منذ بداية عام 2024، بقصد تعزيز مكانته والحفاظ على مكوّناته الأثرية الفريدة، بالإضافة إلى تأمينه مع المتحف من جميع المخاطر المحتملة.
وأكّد المسؤول عن إدارة موقع تيمقاد والمتحف الأثري، شفيق بوغرارة لـ«الشعب”، أنّ عمليات التطوير تشمل ترميم المتحف الذي يحتوي على مجموعة نادرة وفريدة من لوحات الفسيفساء الـ86، وذكر المتحدّث، أنّ الدراسة المتعلّقة بهذه العمليات انطلقت فعلياً، مع إسناد أعمال التنفيذ إلى مكاتب دراسات متخصّصة في الترميم الأثري. ومن المتوقع أن تبدأ أعمال الترميم الفعلية مطلع العام المقبل، مع التركيز على الحفاظ على السمات التاريخية والأثرية للموقع، وكذا مراعاة الدقّة الكبيرة في كلّ تفاصيل العمل.
وأكّد بوغرارة أنّ وزارة الثقافة والفنون والمديرية العامة للديوان تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي بموقع تيمقاد المصنّف كتراث عالمي، كما قامت مؤخرا بفتح باب التوظيف بالموقع لتأمين الزوار وحماية الموقع الأثري من مختلف الاعتداءات، حيث تمّ توظيف عشرات أعوان الأمن المختصّين، في انتظار تجسيد هذه المشاريع الواعدة في غضون سنة 2025 والتي فازت بها مكاتب دراسات مختصّة.
وكان شفيق بوغرارة قد صرّح من قبل، أنّ الجهات المختصّة سجّلت خلال الثلاثي الأول فقط من السنة الحالية أرقاما قياسية للسياح المحليين والأجانب بثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي، ما اعتبر أنّه عام ذهبي للسياحة التراثية في باتنة والجزائر.
ويمتدّ الموقع الأثري على مساحة 83 هكتارًا، ويحتوي على معالم معمارية بارزة مثل المسرح الروماني العتيق ومتحف يحتوي على أكثر من 86 لوحة فسيفساء من مختلف الأحجام، تعدّ شاهداً على حضارة عظيمة عاشت في هذه المنطقة.
وتحوّلت مدينة تيمقاد الأثرية إلى وجهة سياحية دولية، خصوصًا بعد أن أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منذ عام 1982.