يختتم اليوم برواق محمد راسم للفنون معرض “بستان الفن” للفنان التشكيلي ناشي سيف الدين، الذي استحضر فيه جوانب من البيئة الصحراوية، تحاكي تفاصيلها موروث وطبيعة مدينة بسكرة العتيقة، بمعالمها ومواقعها، وبقصورها ووديانها وواحاتها ومساجدها وأزقتها.
قال الفنان التشكيلي ناشي في تصريح لـ “الشعب”، إنّ معرض “بستان الفن” الذي نظّمته مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر هو ثاني معرض له، وكان فرصة للتعريف بلمسته الفنية وموهبته التي ورثها عن والده، مشيرا إلى أنّه حاول أن يقدّم من خلال 29 لوحة أعمالا فنية وظف فيها مختلف تقنيات ومدارس الفن التشكيلي، مركّزا على الأسلوب الانطباعي والواقعي.
ولفت محدّثنا إلى أنّه اعتمد في تقريب صورة مدينة بسكرة بمعالمها التاريخية وطبيعتها الساحرة للجمهور، على استحضار الروح الوطني بطريقته الخاصة. وذكر أن المعرض رصد أهم معالم ومواقع بسكرة، وأضاف أنه شكّل قصورها ووديانها وواحاتها ومساجدها وأزقتها التي تنبض بالتراث والجمال الصحراوي، وتعكس جوانب من العناصر العمرانية البسكرية.
وقال ناشي إنّه اعتمد في إنجاز مجموعته الثانية على تجسيد الطبيعة الصامتة من خلال 03 باقات من الأزهار، إلى جانب عبق وأصالة حي القصبة بالعاصمة بكل تراثه وزخمه، أما مجموعته الثالثة، فقد خصّصها لفن الخط العربي، واختار أن تكون مواضيعها عبارة عن قصائد وطنية وثورية مكتوبة كاملة، على غرار النشيد الوطني “قسما” لشاعر الثورة مفدي زكريا، وقصيدة “فداء الجزائر”، إلى جانب لوحة تقرأ من أربعة جوانب عنوانها “نحن جند في سبيل الحق ثرنا”، وغيرها من الأعمال التي اعتمد في إنجازها على الخطين الديواني والسنبلي، وسلّط في خلفياتها الضوء على اللون الذهبي والأزرق والأبيض بشكل متجانس يعكس نور الحرية والاستقلال.
وتضمّنت المجموعة الرابعة بورتريهات لشخصيات ثورية وتاريخية، بينهم مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، والشهيدين العربي بن مهيدي وسي الحواس، وأفاد ناشي بأنه اعتمد فيها على الألوان الدافئة المستوحاة من الصور الحقيقية لهؤلاء العظماء، حيث حاول أن يبرز الملامح أكثر، وذلك بالتركيز على تفاصيل الوجه والعيون التي تنم عن بسالة وشجاعة أبناء هذا الوطن.