أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس الأول، على افتتاح معرض «المقاومون» للفنان مصطفى بوطاجين المتواصل فعّاليته برواق باية محي الدين بقصر الثقافة مفدي زكريا، إلى غاية 12 أكتوبر المقبل، حيث جاء تكريما لرواد المقاومة وعرفانا بتضحياتهم..
أثنت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي على فكرة المعرض الفني «المقاومون» الذي تمتزج فيه رموز الشجاعة والبسالة والتصدي للظلم، وأشادت بعبقرية الفنان مصطفى بوطاجين في توظيف محطات تاريخية عبر عنها بملامح خالدة لشخوص وطنية في شتى المجالات، حيث نالت شرف الشهادة، بينما ظلت أرواحهم تعانق سماء الجزائر الحرة المستقلة.
ومن جانبه، أكّد الفنان بوطاجين بأنّ معرض «المقاومون» يسلّط الضوء على أسماء صنعت تاريخ الجزائر الثوري، نادت بالتغيير في مجتمعاتها التي عانت من الاستعمار والإمبريالية، وحسب المتحدث «تعكس الأعمال المعروضة جوانب مختلفة من النضال، بين المقاومة والصراع، وتشهد على الالتزام الثابت للمقاومين، وتدين هذه الأعمال الظلم والاضطهاد وجرائم الماضي الاستعماري، بينما تتناغم مع النضالات المعاصرة».
يجمع معرض «المقاومون» سلسلة من البورتريهات التي أنجزها مصطفى بوطاجين، كلّ بورتري هو تكريم لأولئك المقاومين، سواء كانوا شخصيات أدبية، على غرار الفلسطيني محمود درويش، أو مناضلين ثوريين ساهموا في تحرير الجزائر مثل العربي بن مهيدي، جميلة بوحيرد، جميلة عمران وغيرهم..
ويسلّط الفنان الضوء على شخصيات مقاومة من مختلف دول العالم، مبرزا نضالهم ضدّ الاستعمار.. وكلّ بورتري من البورتريهات التي أُنشئت من شظايا مجلات، يحمل دلالات قوية، حيث يجسّد ثورة الفنان ضدّ الظلم، كما يسلّط الضوء على سنوات السبعينيات بالجزائر.
مصطفى بوطاجين.. فنان يستخدم «الكولاج» لتكريم شخصيات رمزية صنعت التاريخ، فنّه يتجسّد في تمزيق إعلانات المجلات الفاخرة لإعادة خلق بورتريهات للمقاومين، سواء كانوا شعراء، فنانين، مناضلين أو علماء.. تميّز بأسلوبه الفريد في الرسم بالورق، أعماله لا تكتفي بتمثيل الوجوه؛ بل تتجاوز البورتريهات البسيطة لتصبح سيرًا ذاتية بصرية ببيانات فنية.