تسعى جمعية «موزاييك لإحياء والمحافظة على تراث ولاية بسكرة» لإحياء قصة حب حيزية وسعيد والتي تعرف بقصيدة حيزية، والعمل على تصنيف القصة والقصيدة ضمن التراث الجزائري اللاّمادي المحمي بالقانون.
الجمعية سعت لتنظيم ملتقى وطني حول قصة حيزية التي خلدها الشاعر عبد الله بن قيطون في رائعته «عزوني ياملاح»، القصيدة التي وثّقت لمأساة حب بين حيزية بنت احمد بن الباي من عرش الذواودة وسعيد، والتي انتهت بالزواج ومأساة وفاة حيزية واستبداد الحزن بالزوج سعيد، الذي لجأ إلى شاعر الملحون بن قيطون لرثاء معشوقته وتخليد حبه، وقد غناها أكثر من مطرب جزائري، وبقيت إلى يومنا هذا تحتفظ بنفس التأثير على وجدان المتلقي ومغروسة في الذاكرة الشعبية، كما أصبحت مدينة سيدي خالد بولاية أولاد جلال مكان ميلاد ودفن حيزية مزارا للسياح والعشاق، الذين يقصدونها من مختلف المناطق وحتى من خارج الجزائر.
وللتذكير، فقد استطاع الشّاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة من إعادة بعث قصة وأسطورة هذا الحب العذري، وإيصاله إلى القاري العربي خارج حدود الجزائر من خلال قصيدته «حيزية عاشقة من رذاذ الواحات»، ومنها هذه المقاطع الرّائعة:
أحْسِدُ الواحةَ الدمويَّةَ هذا المساءْ
أحسدُ الأصدقاءْ أحسدُ المتفرّجَ والطاولاتِ العناق الإِماءْ الأكفَّ التي صفّقت راعفة
القواريرَ أحسدُها والخلاخيلَ ذاهبةً آيبة أحسدُ العاصفة في حنايا الفضاءْ جمعية «موزاييك» سطّرت برنامجا متنوّعا لتجسيد هذا الهدف، وعملت على تنفيذ فعالياته ضمن ملتقى وطني، كان من المقرر تنظيمه مبدئيا في شهر فيفري 2021، ويتضمن عدة محاور منها: إلقاء محاضرات حول قصة حيزية وقصيدة بن قيطون، وتنفيذ لوحات زيتية وإنجاز تماثيل وأمسيات شعرية للشعر الملحون.