أوفدت وزارة الثقافة والفنون، مؤخرا، إلى ولاية بشار، لجنة وزارية تتكوّن من مجموعة من الخبراء في التراث الثقافي، منتمية للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والأنثربولوجيا والتاريخ، لمعالجة أربع مواقع أثرية تم اكتشافها من قبل فرقة حماية الممتلكات الثقافية للدرك الوطني، بمرافقة مديرية الثقافة والفنون لولاية بشار، في بلديات بني ونيف والقنادسة وتاغيت.
تقوم اللجنة حسبما أفاد به عبد الحميد نوقال، منسق التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية بشار، بدراسة هذه المكتشفات التي هي عبارة عن نقوش صخرية، وتحديد الفترة الزمنية التي تعود إليها هذه المواقع وأهميتها، وتقديم اقتراح في كيفية حمايتها قانونيا، بعد ما يتم إدراجها في الخريطة السياحية للولاية.
اتّفاقية لاستثمار التّراث المادي واللامادي وحمايته من السّرقة
كشف عبد الحميد لوقال منسق التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية بشار، عن الشروع في عقد اتفاقية تعاون بين قطاع الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي، لتجسيد استراتيجية وزارة الثقافة المتعلقة بدمج كل ماهو ثقافي وتراثي في الحياة الاقتصادية والتنموية محليا ووطنيا، في ظل انفتاح الجامعة على محيطها الثقافي والاقتصادي، وتهدف هذه الاتفاقية التي حددت مدتها الزمنية بـ 5 سنوات كمرحلة أولى قابلة للتجديد، والتي انبثقت عن الملتقى الوطني للتراث الثقافي ودوره في التنمية السياحية وتنويع الاقتصاد، الذي تمّ تنظيمه مؤخرا بدار الثقافة قاصي محمد ببشار، إلى تثمين التراث المادي واللامادي، من خلال تكوين وتأطير الجمعيات والحرفيين للاستثمار في المواقع الأثرية والسياحية الموجودة عبر بلديات الولاية، وحماية التراث اللامادي، الذي هو ملك للأجيال القادمة، من السرقة التي يتعرض لها ليلا نهارا من طرف الجيران، يقول المتحدث.
وتعمل الهيئتين على إعداد الاتفاقية، لجعل ولاية بشار وجهة سياحية بامتياز، تستقطب أكبر عدد من الزوار من داخل وخارج الوطن، ولفت منسق التراث الثقافي، بقوله «أنّ قطاع التعليم العالي والبحث العلمي رفيق أساسي وضروري من أجل بلوغ الأهداف الرئيسية التي سطرتها وزارة الثقافة، خاصة أنّ الوزارة أعطتنا مجالا واسعا من أجل التفكير في كل الطرق التي تساعد على تجسيد هذه الاستراتيجية، ونحن وجدنا أنّ ولاية بشار عبارة عن متحف مفتوح من التراث المعماري والعادات والتقاليد التي تمثل تراث غير مادي، ولكي نجسّد في هذه الاستراتيجية باحترافية يقول، لابد من مرافقة علمية من طرف الجامعة بالتزامن مع استراتيجية الدولة، أنها تنفتح عن محيطها الثقافي، فعلى سبيل المثال عندما نفكّر في استغلال المواقع التاريخية والأثرية مثل القصور أو معالم تاريخية أخرى، لا بد أولا من التفكير في تأهيلها، أي كيف تصبح قادرة على احتواء النشاط السياحي أو التثمين الاقتصادي للسياحة، من خلال إعادة عملية تكوين علمي وإعادة تأهيل، مضيفا «مثلا لدينا على مستوى جامعة بشار قسم الهندسة المعمارية وقسم الهندسة المدنية، وكانت لديهم تجارب لابأس بها في إعادة تأهيل المواقع الأثرية خاصة في القصور، وبعد التشاور مع المخابر التي تنشط في هذا الاطار وجدنا أن الباب مفتوح، وأنّه في الاستعداد لمرافقتنا بقوة في مجال اعداد الدراسات وتأهيل هذه المواقع الأثرية والتاريخية»، «فضلا عن تكوين الحرفيّين والجمعيات بطريقة علمية وبمنظور اقتصادي، وفي كلية الٱداب والفنون، مثلا، نجد أنّ بإمكانهم مرافقة الكتاب في مجال الاستثمار كتاباتهم والطبع والنشر، وتكوين الجمعيات التي تهتم بالتراث اللامادي مثل الشّعر الشعبي والرّقصات والألبسة التقليدية، كذلك العمل مع قسم علم الآثار على جرد والتعريف بالمواقع الأثرية.