في ظل حالة الرّكود التي فرضتها جائحة كورونا، لاسيما خلال الآونة الأخيرة، أين اضطرت العديد من المؤسّسات الثقافية تعليق نشاطاتها للحد من انتشار الفيروس، كان الاستثناء في بعض المبادرات الثقافية لكسر الجمود، ومن بينها «لقاء السابعة» الذي تنظّمه مديرية الخدمات الجامعية في سكيكدة.
من خلال النّشاط الافتراضي الثقافي الفكري الذي تنظّمه مديرية الخدمات الجامعية بسكيكدة، استطاعت الفكرة في وقت قياسي أن تتحدّى هذا الوباء، وتستضيف كبار الأساتذة والدكاترة والباحثين، من خلال محاضرات افتراضية وببرنامج تحت اسم «لقاء السابعة»، الذي يتناول مواضيع علمية وتاريخية وفكرية، عالجت مواضيع الجامعة، وقضايا وطنية مختلفة، حيث كان آخر عدد من اللقاء مخصّصا لمختلف الطرق التي تحد من انتشار كوفيد-19، مع الدكتور محمد الطاهر عيساني، الطبيب المختص في تشخيص الأمراض، حيث عدّد الطرق الفعّالة لمجابهة هذا المتحوّر، لاسيما في الإقامات الجامعية.
ونجاح البرنامج الأسبوعي، الذي أعدّته وقدّمته الإقامة الجامعية الحدائق 07، بإشراف مديرها الشاعر محمد قاري، أين استطاعت مديرية الخدمات الجامعية بسكيكدة أن تضع بصمة متميّزة، لاسيما خلال فترة الحجر الصحي التي عرفتها الولاية، في بداية ظهور جائحة كوفيد-19، من خلال هذا البرنامج الفكري الثقافي الافتراضي على صفحة المديرية، جعل القائمين عليه على التفكير في إعادة بعثه، وأبدى خالد قارة مدير الخدمات الجامعية بسكيكدة، لـ «الشعب» على دعمه الكامل له مع مناقشة أفكار ترقى لمستوى تطلعات الطالب الجامعي على المستوى الوطني أو على المستوى الولائي، ليبقى الطالب الجامعي والخدمات الجامعية مرآة تعكس الوجه الحقيقي لطالب الجزائر الجديدة، واعتبر محدثنا «أنّ اختيار الأسماء هو أيضا نتاج عمل متواصل من أجل خدمات جامعية ترقى لمستوى تطلّعات الطالب في جزائر جديدة تحمل الخير والسلام والتقدم».
وأوضح الشاعر محمد قاري مدير الإقامة 07، بأنّ البرنامج يتواصل بنفس القوة والوتيرة والتميز في اختيار المواضيع الهادفة التوعوية، التي تناقش تطلعات الطالب الجامعي والجامعة والوطن وتغرس في النفوس والعقول حب الوطن والغيرة عليه، من خلال المساهمة الفعالة في المواضيع التي تبرمج خلال الاعداد اللاحقة. وأوضح قاري أن لقاء السابعة عبارة عن نافدة ثقافية عبر «فيسبوك» تتيح للطلبة فرصة المشاركة بمواضيع مختلفة، وأضاف الشاعر «أنّ هذه المبادرة الأولى من نوعها، ترمي إلى فتح فضاء ثقافي إلكتروني أمام الطالب يمكنه من إبراز مواهبه وقدراته في مختلف التخصصات العلمية والأدبية».
برنامج لقاء السابعة يعد حسب المتتبّعين، قفزة نوعية وطنية وتجربة ناجحة في قطاع الخدمات الجامعية والتعليم العالي بصفة عامة، حيث تمّ إعداد برامج كاملة متنوّعة ثقافية وفكرية وعلمية، منهم دكاترة وأساتذة تفاعلوا مع هذا البرنامج الأول بقطاع التعليم العالي، تمّ من خلالها التطرق إلى العديد من المواضيع ذات العلاقة بحياة الطالب، من خلال عرض محاضرات مصوّرة ينشّطها دكاترة وأساتذة، حول مواضيع الساعة، سواء كانت دينية أو وطنية، أو علمية أو تاريخية، كما يتم من خلال تلك الحصّة تقديم العديد من إسهامات الطلبة المتنوّعة في مختلف مجالات الإبداع الأدبي والعلمي، مع مناقشة الأفكار التي من شأنها أن ترفع من مستوى تطلّعات الطلبة.