تولدت فكرة إنشاء مقهى أدبي بسطيف منذ أقل من سنتين، لدى مجموعة صغيرة من أبناء المدينة الراغبين في تسليط الضوء على النشاطات الثقافية الأدبية.
فإذا كان كل من المسرح والحفلات الموسيقية والمهرجانات المخصصة للإنتاج السينمائي أو الفنون التشكيلية قد وجدت لها مكانا بمدينة عين الفوارة، فإن الأدب بمختلف أنواعه من شعر وقصص وروايات ومقالات يشق هو الآخر طريقه بفضل هذا المقهى الأدبي الذي بدأ الجمهور السطايفي ينخرط فيه شيئا فشيئا.
ومن خلال تجسيد هذه المبادرة يرغب الكتاب مهدي عياشي وعمر مختار شعلال والعربي رابدي ورجل المسرح سليم بن سديرة والصحفي جمال غريب منسق هذا المقهى الأدبي في ترقية ديناميكية النقاش والإبداع الأدبي.
ويطمح المقهى الأدبي بسطيف الذي اتخذ من دار الثقافة هواري بومدين مقرا له بفضل التعاون لمدير هذه الدار السيد زين العابدين قمبور، حسب ما أوضحه كل من مهدي عياشي وجمال غريب إلى إرساء تقاليد تبادل الأفكار وإعداد عمل مبدع من خلال الكشف عن الإمكانيات الإبداعية المحلية.
واستقبل المقهى الأدبي بسطيف القائم أساسا على مناقشة موضوع معين مع ضيف يتم اختياره من بين الفاعلين في الساحة الأدبية الجزائرية، منذ تأسيسه في ديسمبر 2013 ،حوالي 12 رجل أدب وشخصيات تتعلق نشاطاتها بعالم الأدب أو بكل بساطة رجال الثقافة.
ويتذكر غريب بأنه في شهر يناير 2014 حلّ أول ضيف بالمقهى، وهو محمد رباح كاتب وباحث في التاريخ ومؤلف كتاب «طالب عبد الرحمن الذي أعدم بالمقصلة في 24 أبريل 1958». وخصص ذلك النقاش الذي كان مثيرا لكتابة القصة وتسلسل الأحداث في النص وأيضا عن الشهادة إبان الثورة، وعن أول ضحية جزائرية لآلة الموت البشعة التي اعتمدها الفرنسي جوزيف إنياس غيوتين في بلاده في القرن ال18 كوسيلة للإعدام. ويستذكر غريب الذي يبدو جليا أنه سعيد وهو يرى أشخاصا كثيرين في الوقت الحالي يواظبون على الحضور والمشاركة في هذا الموعد الثقافي الذي من المرجح أنه سيصبح «منبرا لا غنى عنه» بعاصمة الهضاب العليا «صحيح أننا كنا نأمل في ذلك الوقت حضور مزيد من الجمهور لكن يتعين القول بأن المقهى الأدبي في تلك الفترة كان يخطو أولى خطواته».
ويؤكد جمال غريب بأن جميع الذين حلوا ضيوفا على المقهى الأدبي تمكنوا من خلق نوع من التواصل مع الجمهور، في أجواء حميمية عززتها الفواصل الموسيقية التي أداها ببراعة عديد الفنانين من بينهم عازف العود فريد زروقي و موسيقيو فرقة «أنغام» من سطيف. فيما يتم اليوم تكريم فن الشعر مع عبد الحميد شبيح الذي سيجد في المغنية الشابة هيلدا التي سيقاطع صوتها الحلو إلقاءه الشعري خير ملهمة. ويضيف جمال غريب انه «إذا تمكنا من إعطاء ذوق القراءة للجمهور، لاسيما الشباب منهم الذين أضحوا يتابعون بشكل منتظم هذا الموعد الثقافي علاوة طبعا على تحقيق مبادرة إنشاء هذا المقهى الأدبي، فسيكون هذا المنبر الثقافي دون شك مصدر فخرنا».
المقهى الأدبي بسطيف
منبر لتسليط الضوء على الإبداعات المحلية
شوهد:799 مرة