في ملتقى دولي ينظّمه المركز الجامعي بإليزي

التّعليــم العــالي عــن بعـد..ما لـه ومــا عليــه

أسامة إفراح

 يدعو المركز الجامعي بإليزي الباحثين الأكاديميين إلى المشاركة في الملتقى الدولي حول «التعليم العالي وتكنولوجيا الوسائط المتعددة مزايا وتحديات التدريس في زمن التغيير». ويهدف الملتقى، المنعقدة فعالياته ديسمبر المقبل، إلى تحديد المعنى الحقيقي للتعليم عبر الإنترنت والتعليم المفتوح، ومدى إمكانية تطبيقهما في الواقع، وكذا التأكد من أن التعليم عن بعد يحقق انخفاض تكاليف التعليم العالي ويعزز جودة مخرجاته وفعالية الطلبة.

 ينظّم المركز الجامعي «المقاوم الشيخ أمود بن مختار» بإليزي ملتقى دوليا حول «التعليم العالي وتكنولوجيا الوسائط المتعددة مزايا وتحديات التدريس في زمن التغيير»، وذلك في السابع من ديسمبر المقبل، فيما يمكن للراغبين في المشاركة إرسال مقترحات المشاركات في أجل أقصاه العاشر نوفمبر الداخل، فيما تنشر مداخلات منتقاة في عدد خاص بمجلة «إيليزا» للبحوث والدراسات.
وتأتي هذه التظاهرة لتأتنس بآراء الباحثين داخل وخارج الوطن، «لمحاولة حلحلة أغلب المسائل المتعلقة بتطوير عملية التدريس واستخدام مختلف التكنولوجيات التي تساهم في تطوير الأداء وفعاليته، والبحث عن أنجع السبل والمهارات من أجل مواجهة مختلف التحديات التي تطرحها التغيرات الراهنة».
ويهدف الملتقى، حسب ما أكّده منظموه وعلى رأسهم المسؤولان عن الفعالية أ.د. موسى بوبكر ود.إيمان ببة، يهدف إلى تحديد المعنى الحقيقي لكل من «التعليم عبر الأنترنت التعليم عن بعد، التعليم باستخدام الوسائط التكنولوجية، والتعليم المفتوح»، ومدى إمكانية تطبيق ما سبق في الواقع، إلى جانب استكشاف أفكار أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا حول أهمية استخدام تكنولوجيا الوسائط المتعدد في التدريس والبحث العلمي، ولفت الانتباه إلى أن استخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة تسهل عملية الاتصال بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، ومعرفة مدى إمكانية إحلال أعضاء هيئة التدريس كعنصر بشري بوسائط لتكنولوجيا المتعددة، والوقوف على العراقيل التي تواجه أعضاء هيئة التدريس والطلبة عند استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عملية التعليم.
كما يهدف الملتقى إلى التأكد من أنّ التعليم عن بعد يحقق انخفاض تكاليف التعليم العالي، ويعزّز جودة مخرجاته وفعالية الطلبة، وتقييم مستوى تحكم الطلبة في الرقمنة ومدى تمتعهم بالكفاءة الذاتية وقدرتهم في المشاركة بشكل منتج في أنشطة التعليم عن بعد، والتأكد من جودة البنية التحتية التكنولوجية بالجامعات، ومدى دعم أعضاء هيئة التدريس والطلبة بمختلف وسائط تكنولوجيا، ورصد وتحليل وتقييم استراتيجية التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي الجزائرية خلال أزمة كوفيد 19، إلى جانب المساهمة في نشر فكرة التعليم عن بعد كوسيلة للتحول نحو اقتصاد المعرفة.
ويأتي التفكير في موضوع هذا الملتقى في وقت أحدثت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثيرا متباينا على مختلف فئات المجتمع، وخلقت فجوة رقمية بينها، وتغير نظام التعليم بوتيرة متسارعة بسبب وفرة وسائل الإعلام والاتصال، ووصول الأنترنت لأغلب المناطق الجغرافية، إضافة إلى تعدد ومجانية وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، فإنّ التحدي الرئيسي لقطاع التعليم العالي الجزائري، حسب منظمي الملتقى، يتمثل في «تحديد المزيج الأمثل للتدريس والتعلم حضوريا وعبر الأنترنت داخل وخارج الحرم الجامعي في ظل التغييرات التي فرضتها قوى التغيير التكنولوجي الكبيرة والمنافسة الشديدة والموارد المحدودة».
وبالتزامن مع إعداد الطلبة لمواجهة تحديات العصر الرقمي وتقبلها بشكل تدريجي حلت الأزمة الصحية العالمية (كوفيد-19)، بشكل مفاجئ وبوتيرة متسارعة فرضت على مؤسسات التعليم العالي الجزائرية التخلي مؤقتا عن التدريس الحضوري، أضحى من واجب أصحاب القرار في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، تحمل مهمة تغيير نمط التعليم والتكوين وتجهيز الطلبة والباحثين للعيش في مجتمع معرفي من خلال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عملية التدريس، بهدف ضمان إمكانية وصول المناهج الدراسية لأكبر عدد من الطلبة في ظل صعوبة التحاقهم حضوريا، وكذا تحسين وزيادة جودة مخرجات التعليم العالي مستقبلا، كما يضمن دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضا التواصل مع مؤسسات التعليم العالي في مختلف دول العالم لمواجهة تحديات العولمة الحالية.
ولمعالجة الموضوع، تمّ تحديد محاور للملتقى، أولها «البنية التحتية لشبكة الاتصالات وأثرها على عملية التعليم عن بعد»، وثانيها «التحديات العملية التي تواجه عملية التدريس عبر الإنترنت والحلول المعتمدة»، وثالثها «تأثير طبيعة التخصص على عملية التدريس عن بعد». أما المحور الرابع فيعالج «تقييم مدى استجابة الطالب والأستاذ للتعليم عن بعد (للتدريس والبحث العلمي، المهام البيداغوجية، المناقشة… عن بعد) في حالة الأزمات». ويتطرّق المحور الخامس إلى «التعليم الإلكتروني كمدخل لضمان جودة التعليم العالي في الجامعات»، والسادس إلى «تكنولوجيا المعلومات وجودة التعليم العالي»، ويعالج المحور السابع «التعليم عن بعد والأزمات المجتمعية»، أما المحور الثامن فيدرس «تأثير التدويل في قطاع التعليم العالي على ظهور الجامعات الافتراضية»، فيما يسلّط المحور التاسع والأخير الضوء على بعض الأمثلة لتجارب وطنية ودولية في التعليم عبر المنصات الإلكترونية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024