الكاتب عبد الحفيظ بوخلاط

قـصص الأطفـال لا تخضـع للرقابــة

سهام بوعموشة

 يرى الشاعر والكاتب في أدب الطفل عبد الحفيظ بوخلاط أن الكتابة للناشئة تتطلب أسلوبا مميزا يتناسب مع السن الفكري والعقلي للقارئ الصغير، معتبرا أنها ليست بالأمر الهين، وتحتاج من الكاتب أن يكون ملما بعالم الصغار و طريقة تفكيرهم و بتطلعاتهم و انشغالاتهم و طرق تفكيرهم .
كشف الكاتب والشاعر عبد الحفيظ بوخلاط ، الملاحظ اليوم في مجال أدب الطفل أن كل ما يقدم للناشئة من رسوم متحركة وقصص لا تخضع للرقابة، فقد طغى،  للأسف « الجانب التجاري على كتابات الأطفال، دون التركيز على المحتوى وتصحيح الأخطاء التي نجدها في القصص الموجهة للناشئة.
وصف بوخلاط  المشهد الثقافي في الجزائر بأنه يتأرجح أحيانا بين دعم الحكومة له و غياب الاهتمام و اللامبالاة في أحيان أخرى ، متأسفا على ما حال إليه الوضع، حيث أصبح كل من هب ودب يكتب قصصا للأطفال دون الخضوع للرقابة..
وقد أرجع الكاتب هذا السبب في تجاهل الناشرين عن مراقبة محتوى الكتب و المؤلفات الموجهة لهذه الفئة والمقدمة لهم للنشر، فقد أصبح هدفهم تجاري بالدرجة الأولى، كما أعاب بخلاط كثيرا على المصحّحين، أو لجان القراءة، الذي يمررون القصة للطبع والتوزيع بأخطائها ومحتواها الرديء الذي لا يتناسب لا مع سن الطفل و لا طريقة تفكيره.
 في هذا الصدد، كشف بوخلاط أنه في أحد المرات سلمت له قصص لتصحيحها، فوجدها تحتوي على  أخطاء لغوية ونحوية وأخطاء أخرى، لكن الناشر اتهمه بأنه لا يعرف التصحيح وهذا كي لا يكلف نفسه عناء إنفاق أموال إضافية، مضيفا أن الكتابات الموجهة للأطفال غائبة ولا تخضع للجودة وأصبح الكل يتاجر في قصص الأطفال، لم تصبح ثقافة وتربية، فقد أصبحت تجارة كل من هب ودب يكتب.
وأبرز في سياق آخر أن الخطاب الموجه للطفل، يجب أن يكون محتواه خلقي تربوي، حتى يمكنه استخلاص من القصة العبر والأخلاق التي يتربى عليها، مع اعتماد أسلوب يتناسب مع السن الفكري والعقلي للطفل. مشيرا إلى أن لديه كتابات موجهة للأطفال منها الكتاب الأول بعنوان: «حروف تتكلم» والثاني «واحة البلابل « والثالث بعنوان:  « الشهد والبلابل»، وقصة بعنوان المدرسة بيصونيار، إضافة إلى قصائد شعرية، لكنها غير موزعة على مستوى المدارس التربوية لأن الناشرين ليس لديهم الموزعين .
وأضاف أنه يكتب الشعر أكثر من القصة، مشيرا إلى  ديوانه «الحروف تتكلم» كل حرف نشدت له قصيدة بثمانية أبيات، «واحة البلابل» و»الشهد والبلابل» كلها قصائد تربوية لابن باديس، العلم، القلم، الأم و الوطن، ولديه قصائد شعرية باللغة الفرنسية.
وهو الآن،  منشغل بالكتابة للكبار مضيفا أنه : «بفضل  الحجر المنزلي، تمكنت من تدوين ثلاث كتب بالفرنسية، تتعلق بترجمة كتاب «الأحلام» وآخر حول الشطرنج، والأخير قاموس انجليزي، فرنسي، وعربي وهو جاهز للطبع»، إضافة إلى تدوين كتيب صغير يتحدث عن الكلمات ذات الأصل العربي المستعملة في اللغة الفرنسية» .
وفي رده عن سؤال حول الرسوم المتحركة التي تعرض حاليا على الشاشات، أكد الأستاذ الشاعر أنها تحمل في مضمونها العنف، على عكس الرسوم المتحركة القديمة مثل توم وجيري وزينة ونحول وسنان وسالي، وغيرها من رسوم الكارتون التي كانت ذات منفعة وتحمل رسالة تربوية وأخلاقية وتعليمية للطفل.
وتجدر الإشارة أن عبد الحفيظ بوخلاط كان معلما سابقا بالطورين الابتدائي والمتوسط باللغة الفرنسية، ثم مدير مدرسة، وكاتب الشعر ومترجم ومصحح لغوي، وكذا مدرب في حكامة الدولي في الشطرنج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024