شاءت الأقدار أن توارى الثرى الطفلة "نهال" والمراسلة "أمال" في نفس اليوم، السابع من شهر أوت، وقد كانتا ضحيتين لإجرام ذي وجهين، الأول متعلق بالاختطاف والثاني بإرهاب الطرق. في الوقت الذي تنعم فيه البلاد بالاستقرار جراء ملاحقة الإرهاب أين ما كانت فلوله ومحاربته، ظاهرة أخرى تسيل دماء الأبرياء غزيرة هي حوادث الطرق التي تحصد يوميا أرواح المواطنين حتى صنّفنا ثالث بلد في العالم .ولاية البليدة لوحدها سجلت ما لا يقل عن 1800 حادث مرور من جانفي 2016 إلى غاية جويلية المنصرم .هكذا غيّب الموت عنّا صاحبة الابتسامة الدائمة البشوشة أمال مرابطي ذات الاستعداد الجدي للقيام بعملها الصحفي من تحقيقات واستطلاعات وحوارات ومبادرات شتى متميزة بحس صحفي دون انتظار إشارة من مسؤوليها.فاجعة كبيرة حلّت بأسرة "الشعب" وعائلتها وكافة زملائها في المهنة.تنقلت من أقصى الحدود الشرقية، من ولاية قالمة، لقضاء عطلة رفقة عائلتها بأقصى الحدود الغربية، كي تلفظ آخر أنفاسها بالمتيجة في ولاية البليدة، إنه قضاء الله وقدره.كتبنا ونعيد الكرة، إن حربا حقيقية تُودِي بالعشرات والمئات من الأرواح، فلابد من وضع حدّ لها في حلّ شمولي، لأن الإجراءات الردعية لوحدها لا تكفي، رغم ضرورتها.آفة أخرى تحاول الاستفحال راح ضحيتها أطفال أبرياء يجب القضاء عليها راديكاليا، أيّ القصاص من كل جانٍ.مجتمعنا بحاجة إلى استقرار على شتى الأصعدة.بناء مجتمع سالم وسليم يبدأ من هنا.الرحمة لروحيكما نهال وأمال وأسكنكما الله واسع جنانه، والصبر والسلوان لذويكما ولنا جميعا. لاحقكما الموت بعيدا عن دياركما، هذه مشيئة الله تعالى وقدره وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت وداعا... وداعا... إنّا لله وإنّا إليه راجعون.