من المنتظر انتخاب الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم اليوم، الذي يتزامن واختتام أشغال المؤتمر الخامس، الذي أراده أبو جرة سلطاني مختلفا بعدما قرر عدم الترشح مجددا لرئاستها، وتجري المنافسة بين عبد الرزاق مقري نائبه، ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي للتنافس على رئاسة الحزب.
وكان سلطاني الذي قرر وضع حد لمساره على رأس الحركة وليس لمساره السياسي في كلمته الإفتتاحية لأشغال المؤتمر الخامس لعهدته على رأسها طيلة العشر سنوات الأخيرة، وذهب الى أبعد من ذلك بتأكيده أنه «جاهز للمساءلة والحساب»، بعدما قال بأنه يتحمل المسؤولية المعنوية للسلبيات التي وقعت خلال عهدتيه على رأس الحركة.
لم تمتلئ القاعة البيضاوية خلال أشغال المؤتمر الخامس على عكس ما جرت عليه العادة في مؤتمرات «حمس»، فراغ أوعزه البعض إلى نزيف في صفوف التشكيلة، فيما أرجعه رئيس لجنة تحضير المؤتمر الخامس «حمس» نعمان لعور إلى الحرص على اقتصار المشاركة على ١٤٠٠ مندوب الذين تم انتخابهم للمشاركة في مؤتمر يعتبر استثنائيا، كون سلطاني قرر عدم الترشح لقيادة الحركة فاسحا المجال أمام كل من عبد الرزاق مقري نائبه، ورئيس مجلس الشورى عبد الرحمان سعيدي للتنافس على رئاستها.
سلطاني الذي أراد التميز من خلال تفضيل خيار عدم الترشح على رأس حزبه للمرة الثالثة، ليسير بذلك على خطى زميليه في التحالف الرئاسي سابقا عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى مع اختلاف بسيط كون رحيلهما جاء على خلفية نزاع داخلي، حرص أيضا على التميز مجددا في كلمته الأخيرة، بتأكيده بأنه مستعد للمساءلة والحساب وقبل ذلك تحمله مسؤولية السلبيات التي وقعت في الفترة الممتدة بين أوت ٢٠٠٣ وأفريل ٢٠١٣، غير أن ذلك لم يمنعه من الحديث عن «الإيجابيات»، ذكر منها ما وصفه بـ «ترقية التضامن الحزبي إلى تحالف رئاسي سنة ٢٠٠٤»، وإلى ذلك ذكر «مسيرتها في ٣ اتجاهات متوازية المحافظة على استقرار الدولة ووحدة الوطن، والدفع بالوئام المدني إلى آفاق المصالحة الوطنية، والدفاع عن القضية الفلسطينية وسائر القضايا العادلة».
ولم يفوت المناسبة للتأكيد بأن «حمس» «مثلت صمام أمان لهذا الوطن، وساهمت في استقرار الدولة وحماية الثوابت الوطنية وفي تبرئة الإسلام»، مضيفا «ورغم هذه الإكراهات مازالت تملك أوراقا سياسة رابحة إذا نجحت في جمع تيار مدرسة الوسطية في الجزائر»، وخلص في نفس السياق إلى القول «ما قدمناه لدولتنا من خدمات بين ٩٤ و٢٠١١ كانت واجبات وطنية».
وأكد سلطاني في رده على سؤال «هل تحتاج الجزائر إلى ربيع عربي على شاكلة ما حصل في الجوار؟ إن المعركة اليوم اقتصادية تنموية بدرجة أولى، وعلى أبناء الجزائر الإنخراط في مسعى التنمية» مضيفا «بأن المجتمع الجزائري انتقل من الجزائر العميقة إلى النظام العميق الذي أنجز الكثير في جميع القطاعات»، مثنيا بالمناسبة على إنجاح رئيس الجمهورية المصالحة الوطنية.
للإشارة حضرت وفود من مختلف الدول منها فلسطين، سوريا، ليبيا، تونس، المغرب وتركيا.