هدف البرنامج المشترك للأمم المتحدة «اينيسيدا» لمكافحة فيروس فقدان المناعة، هو حشد المجتمع الدولي وتضافر جهود 11 هيئة أممية حول تجسيد الرؤية المشتركة المتمثلة في صفر إصابات جديدة بالفيروس، وصفر تمييز ووفاة مرتبطة بهذا الوباء، ومواصلة تسريع الوقاية والتشخيص والعلاج لوضع حد للفيروس بصفته يهدد الصحة العمومية آفاق 2030 وضمان للأجيال القادمة ولادة ذات مناعة خالية من الفيروس والمندرجة
في إطار التنمية المستدامة.
أكدت جان بيقال المديرة التنفيذية المساعدة لمنظمة «انيسيدا»، لدى تدخلها، أمس، بمنتدى يومية المجاهد، أن الجزائر تحتل مكانة جيدة مقارنة بدول أخرى في مسعى مكافحة مرض السيدا، بحيث تمثل 90 من المائة من نسبة التغطية الصحية ومجانية العلاج، مقابل 18 من المائة في دول أخرى، مشيدة بالمجهودات التي بذلتها السلطات الجزائرية والجمعيات الوطنية وكذا الإعلام في هذا الميدان.
أبرزت ممثلة منظمة «انيسيدا»، وجود عديد التحديات، منها صعوبة الحصول على العلاج في بعض مناطق إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن استراتيجية «انيسيدا» لمكافحة فيروس السيدا، ترتكز على السكان المفتاح وهم المدمنون على المخدرات وممارسو العلاقات غير الشرعية (الدعارة)، التي ترتفع بها نسبة الفيروس، من أجل بلوغ هدف وضع حد لانتشار الوباء إلى غاية 2030، بمينا وإفريقيا وفي كل العالم، من خلال مواصلة العمل التحسيسي للوقاية والتشخيص المبكر والعلاج.
بحسب بيقال، فإن الفتيات هن الأكثر عرضة للإصابة وأن الفترة ما بين 15 و24 سنة تعتبر فترة حرجة بالنسبة لهذه الفئة. علما أن «انيسيدا» أعلنت عن استفادة 18.2 مليون شخص من العلاج المضاد للفيروسات في جوان 2016.
من جهتها أوضحت الدكتورة يمينة شكار المديرة الإقليمية لـ «انيسيدا» بمنطقة «مينا»، أن وضعية اللاجئين صعبة وهم معرضون للإصابة بفيروس فقدان المناعة بحكم تنقلهم من منطقة لأخرى، بسبب النزاعات في بلدانهم، مما يجعل حظوظهم ضئيلة في الحصول على العلاج.
وأضافت شكار، أن 230 ألف شخص يعيشون بفيروس فقدان المناعة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأن 70 من المائة السكان الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بإيران، الصومال والسودان بسبب قلة التكفل الطبي بالسكان، وكثرة المحقونين بالمخدرات، مبرزة هدفهم الرئيس وهو القضاء على انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل.
نفس الأمر أكده عادل زدامو مدير دول انيسيدا الجزائر، قائلا أن الجزائر بذلت مجهودات سمحت للسكان بالحصول بصورة عادلة على العلاج، والتي رافقتها عمليات تحسيسية حول ضرورة التشخيص المبكر والوقاية من عوامل الإصابة من طرف الجمعيات الوطنية الناشطة في هذا المجال، مما ساهم في انخفاض نسبة الوفيات بـ45 من المائة خلال سنة 2016. مذكرا أن أكثر من 10 آلاف حالة إصابة نهاية سبتمبر 2016 بالجزائر، أي تسجيل 500 إصابة جديدة من طرف المخبر الوطني المرجعي التابع لوزارة الصحة.
وأشار إلى تسجيل عشرة أطفال من أمّ صفر إيجابي من بين 112 امرأة حامل، و54 حالة وفاة وذلك العام الماضي. كما أن الفئة العمرية الأكثر إصابة بالفيروس تتراوح بين 24 و35 سنة وأغلبيتهم عن طريق العلاقات غير الشرعية، آملا في زيادة إنجاز مراكز مكافحة فيروس فقدان المناعة.
وأضاف زدام، أن المحاور الأساسية التي يرتكز عليها البرنامج الوطني لمكافحة فيروس السيدا، هي الوقاية، تعويض الأدوية، تحسين الحقوق الإنسانية والتشخيص الذي يعد أولوية، بما في ذلك التكفل النفسي والاجتماعي، غير أنها غير كافية بحكم تغير الاحتياجات، بحسب ضيف منتدى المجاهد.
وفي رده على سؤال حول تكلفة العلاج، قال زدام إن تكلفة العلاج تقدر بـ50 ألف دج شهريا.
وبحسب إحصائيات التقرير الأممي، فإن عدد حالات الإصابات الجديدة بفيروس السيدا انخفضت بـ14 من المائة ما بين 2010 و2015. كما أن عدد الوفيات خلال هذه الفترة انخفضت إلى 10 من المائة بإفريقيا الغربية.