فلورا بوبرغوث رئيسة جمعية «البركة» لمساندة الأشخاص المعوقين صرّحت في لقاء مع «الشعب» أن طبيعة العمل الجمعوي الإنساني تفرض على كل منتسب لها أن يكون مستعدا للعطاء في كل الأوقات وليس فقط في تواريخ معينة مرتبطة بأعياد دينية أو مناسبات كالدخول المدرسي، لأن معاناة الفئات الهشّة في المجتمع يومية.
أكدت رئيسة جمعية «البركة» أن عمل المجتمع المدني مستمر ودءوب ومتواصل سائر أيام السنة، فبالنظر إلى طبيعة المجتمع الجزائري نستطيع أن نقول انه في المناسبات الدينية نشاهد هبة تضامنية من مختلف أطياف المجتمع اتجاه المحتاجين والمعوزين وكل شخص يحتاج إلى مساعدة، أما خارج هذه المواعيد نلمس تقلص هذه الأعمال الخيرية لذلك على الجمعيات أن تتدخل وتلعب دورها المنوط بها في مساعدة الفئات الهشّة.
لذلك اعتمدت الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين النشاط المتواصل مع احترام مختلف الفصول حتى تتمكن من مساعدة اكبر عدد ممكن من الأطفال المتمدرسين والمعوقين.
وصرحت بوبرغوث أن ارتباط العمل الجمعوي بالمناسباتية أعطى المواطن نظرة خاطئة عن حقيقة الخدمة التي يقدمها المجتمع المدني وجعله يعتقد أن الجمعيات تؤسس من اجل تحقيق أهداف شخصية وليست عامة، ما خلق خلل في علاقة الثقة بين الفرد والجمعيات، ما يستوجب مراقبة العمل والنشاط الذي تقدمه وكذا منابعها المالية التي تعتمد عليها من خلال القوانين التي وضعتها الهيئات المعنية بغية تنظيم هذا العمل الإنساني، وفيما يخص جمعية «البركة» فهي تقدّم تقريرا مفصلا بكل ما تقوم به خلال السنة للسلطات المعنية.
وهنا تأسّفت فلورا عن غياب التواصل والمتابعة من السلطات فهي حتى وإن تلقت التقرير السنوي لنشاط الجمعية لا ترسل الرد أوتقييمها وملاحظاتها حول العمل، فلا بد ـ حسبها ـ من وجود تشجيع ليكون هناك تحسن وتطوير للعمل الجمعوي، وأرجعت ذلك إلى غياب الشراكة الحقيقية بينهما، لأننا وإلى غاية اليوم لم تستطع الهيئات الرسمية اعتبار المجتمع المدني شريك لها في بناء مجتمع سليم وآمن. وأكدت بوبرغوث إنها لا تقصد هنا الشراكة المادية (أي أن الجمعية تنتظر من الدولة الإعانة المادية) ولكنها تتحدّث هنا عن شراكة من اجل خدمة مجتمع واحد للقضاء على مشاكله الاجتماعية وكل ما يُنغص حياة الفرد داخله.
كما ذكّرت بورغوث بالدور الذي تلعبه مختلف وسائل الإعلام لإبراز نشاط الجمعيات والعمل الذي تقوم به في الميدان، حتى تتمكن من اخذ المكانة المنوط بها في المجتمع، وتكون السلطة الخامسة في اتخاذ القرارات المصيرية وصانعة رأي عام كما هو الشأن في الدول المتقدمة التي تعطي المجتمع المدني أهمية قصوى لأنه شريك قوي لها في المجتمع، فالعمل الجمعوي مكمل لعمل السلطات وليس منافس له.
«البركة» في سطور
- تأسست «البركة» في 28 ديسمبر 2002 طبقا للاعتماد رقم:22 الصادر عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية.
- تهدف إلى خدمة الأشخاص الذين يعانون الإعاقة لتحسين ظروفهم المعيشية عن طريق محاربة كل أشكال التمييز، التهميش أو كل معاملة دنيئة من شأنها الإضرار بهم من خلال المشاركة في الحملات التثقيفية والتحسيسية، التوعوية والترقوية التي تؤدي إلى تقليص الأسباب المؤدية إلى العجز والإعاقة.
- تهتم الجمعية بنشر القانون الساري المفعول المرتبط بالشخص المعوق والسهر على تطبيقيه وتحسينه، عن طريق المناشدات بغية السماح بتكييف المحيط لتكون حياته أسهل وأفضل، وكذا الاستماع والتوجيه وتقديم الدعم بهدف تحقيق الاستقلالية.
- إعداد مشروع حياة ولا يتأتى ذلك إلا بإنشاء وتسيير مراكز الاستقبال، الرياضة، الترفيه، الثقافة، وأيضا إعادة التأهيل الوظيفي أو مختلف الهياكل التي بإمكانها أن تكون مصدرا لجلب اهتمام الأشخاص المعاقين، بتفعيل برامج الرعاية.