نهاية معاناة التنقل 250 كلم يوميا لاستخراج الوثائق
بعد تنصيب الوالي الجديد لنصاري بو بكر، من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، عبر سكان دائرة بني عباس ووادي الساورة عن ارتياحهم لقرار رئيس الجمهورية استحداث 10 ولايات منتدبة كمرحلة أولى، وذلك في إطار جهود الدولة لتقريب الإدارة من المواطن وتحسين الخدمات. وقالوا أن بني عباس أحق بأن تكون ولاية منتدبة بحكم بعدها عن عاصمة الولاية بشار (250 كلم) وما تفرضه المسافة البعيدة من اتعاب في تنقل السكان لاستخراج وثيقة أو الحصول على خدمة ما. التفاصيل تنقلها «الشعب» في هذا الاستطلاع.
بشار: دحمان جمال
اعتبر قاطنو المنطقة القرار بـ»التاريخي» انتظروه طويلا من أجل فك الحصار عن شؤونهم الإدارية والمشاريع التنموية وغيرها، باعتبار أن بني عباس أقدم دائرة في بشار تبعد عن مقر الولاية بمسافة تزيد عن 250 كلم، وطالما كان بُعد الدائرة هاجسا لدى السكان في تنقلهم من أجل الحصول على وثيقة أو إيداع ملف في إدارة ما، وهو ما جعل من هذه الدائرة من بين 10 ولايات جنوبية تعنى بالتقسيم الإداري الجديد.
وفي تصريحات لـ»الشعب»، عبر بعص السكان عن ارتياحهم لقرار تحويل بني عباس إلى ولاية منتدبة، مشيرين في مجمل حديثهم إلى أن التقسيم الإداري الجديد، جاء في أوانه ومن شأنه أن يقضي على أزمة التبعية للولاية الأصلية بالإضافة إلى تحريك دواليب عجلة التنمية المحلية والمساهمة في تحسين الإطار المعيشي للمواطن بهذه الدائرة التي بها مطار يفك عنها العزلة.
في هذا الاطار قال تلماني، ان بني عباس تستحق هذا الإجراء الذي يعد احد التزامات رئيس الجمهورية وكان محورا أساسيا في حملته الانتخابية. وذكر تلماني أن بني عباس تمتلك مؤهلات والعمل على أن تكون نموذجية، وذلك لما تزخر به من خيرات تعود على الجزائر وعلى الجنوب بالنجاح والازدهار والتقدم.
وكانت بني عباس من الدوائر التي طالبت في السابق وبإلحاح أن تكون ولاية لما تتوفر عليه من إمكانيات ولبعدها الجغرافي عن عاصمة الولاية بشار، ورددوا شعارات سابقا تطالب بأحقيتهم بالولاية، إذ أن مدير الحملة الانتخابية لعبد العزيز بوتفليقة في العهدة الرابعة، قال أثناء تنشيطه لتجمع شعبي، بأن مشروع التقسيم الإداري من ضمن أولويات العهدة المقبلة، وهو ما اعتبره المواطنون بالوعود التي نفذت رسميا، بعد الاجتماع الوزاري المصغر الأخير الذي بعث الطمأنينة، بعد أن تمخض عنه استحداث 10 ولايات منتدبة ضمن التقسيم الإداري الجديد.
وفي السياق ذاته، من المرتقب أن تحتضن هذه الولايات المنتدبة هياكل قطاعية ومنشآت إدارية جديدة، على غرار مديريات ولائية فرعية لقطاعات وزارية هامة.
وتعد بني عباس مدينة سياحية وإحدى أكبر بلديات ولاية بشار منذ العام 1956 وتتوسط ثلاث ولايات، يحدها من العرق الغربي الكبير ومن الجنوب الغربي وادي الساورة حتى ولاية أدرار ومن الشرق تيميمون، تسمى بني عباس بجوهرة الصحراء ويطلق عليها الغربيون بالواحة البيضاء تبلغ مساحتها أكثر من 10كلم مربع، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 12.416 ألف نسمة وبكثافة سكانية تقدر بــ 1.14نسمة /كلم.
ودائرة بني عباس تقع شمال ولاية بشار بطرق الوطني رقم 06 ولها حدود مع ولاية ادرار، تيميمون، والبيض، يقطنها 19الف نسمة وهي عاصمة وادى الساورة التي تضم دائرة كرزاز، تبلبالة، اولد خضير، وبكثافة سكانية إجمالية لإقليم وادى الساورة تبلغ أكثر من 35 الف نسمة حسب إحصاء 2009، وتتوفر بني عباس على عديد المؤهلات في المجال الفلاحي والسياحي والصناعة تمكنها من إطلاق برامج قاعدية في جميع المجالات، من أجل توزيع الأنشطة الاستثمارية وفق الصلاحيات الممنوحة للولايات المنتدبة المستحدثة.