المــلاط اللاصــق يستهـوي فئـــة كـبيرة مـــن الزبائـــن
تعرف الطبعة الرابعة والعشرون من الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية «باتيماتيك 2022،» المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري، توافدا كبيرا للمواطنين، أصحاب المؤسسات والمتعاملين الاقتصاديين، من أجل تبادل الآراء وإقامة علاقات تجارية جديدة تسمح بالاستفادة من خبرة المختصين، سواء وطنيين أو أجانب في مختلف المنتجات والمجالات الجديدة .
أبدى زوار التظاهرة، اهتماما كبيرا للابتكارات الجديدة التي قدمها المعرض وتعد الأولى من نوعها في الجزائر، طورت من طرف الشركة الناشئة» هاندي اكسس « الكائن مقرها بالشراقة بالعاصمة، المختصة في التخطيط والتهيئة العمرانية وتشخيص المباني الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب شركات أخرى مختصة في الطلاء نقلت إنتاجها إلى الجزائر بعدما كانت تنشط بتركيا تونس وغيرها.
ابتكارات جديدة
في هذا الصدد، أفاد مدير مؤسسة «هاندي أكسس» ايسام دمارجي، أن الشركة التي أنشأت في إطار مؤسسة ناشئة منذ خمس سنوات الكائن مقرها بالشراقة بالعاصمة تقوم بابتكار كل الوسائل والتجهيزات التي تسمح بتنقل المعاقين وكذا استعمالاتهم اليومية، سواء على مستوى الفنادق أو الإدارات، حيث ترتكز مهامها حول كيفية الولوج إلى المباني والتكوين في إمكانية الوصول، إلى جانب تخصيص فضاء لتحسيس المهنيين حول العملية، من خلال استقطاب شريحة الشباب والطلبة للاطلاع عليها.
تعمل الشركة بالتنسيق مع شركات في طور الإنجاز من أجل التشخيص وتقديم استشارات في العمران، وفق المعايير الدولية في المشاريع، إنجاز إمكانية الوصول إلى المباني الموجودة وتهيئة دورات المياه الخاصة التي يصعب الوصول إليها من طرف شريحة هامة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تختص إلى جانب التشييد والبناء في وضع لافتات بشعار موحد على المداخل الخارجية وأماكن ركن السيارات.
وبإمكان المنتوج، أن يسهل التعاملات اليومية لفئة المعاقين، لأنه لا يقتصر على الممرات، بل يشمل المرافق والتجهيزات في الإدارات والأماكن العمومية والفنادق، حيث توفر هذه التجهيزات بعد عرض مخطط على المشاريع في طور الإنجاز من أجل وضع على الأقل مثلا ثلاث غرف على مستوى فندق تحوي قابس الضوء في الأسفل، وضع الأعضاء في مستوى يليق بالمعاق حركيا، مؤكدا أن الشركة تعهدت بالالتزام بالمعايير الدولية المعمول بها من أجل تحقيق طموحات هذه الشريحة.
الملفت للانتباه من خلال زيارة «الشعب» لأجنحة المعرض، أن الجناح الأول خصص للدول الأجنبية المتخصصة في مختلف الميادين والجناح المقابل خصص للدول العربية على غرار تونس وتركيا وغيرها في حين خصصت الساحة الكبرى من معرض صافكس للإنتاج الوطني باختلافه، سواء المواد الأولية للبناء الأسمنت الحديد، البلاط، الآجر، الرخام والزجاج، وصولا إلى الجانب الجمالي والديكور الذي أخذ حيزا معتبرا من مساحة المعرض.
زيادات في الأسعار
للتعرف على نوعية البناء والتزيين التي أنتجت ومدى إقبال المواطن عليها، اقتربت «الشعب» من ممثلي المؤسسات الوطنية، حيث كان لنا حديث مع الممثل التجاري لشركة الفن للصباغة سيلكوت «أمين واعمر علي، قال إن الشركة تركية - جزائرية، المصنع دشن في الجزائر منذ ثلاث سنوات، المنتوج كان مستورد وحاضر في سوق الجزائرية، إلا أنه ونظرا لزيادة الطلب تقرر فتح المصنع بالجزائر، دخل حيز الخدمة سنة 2019، لديه باقة متنوعة من منتجات عامة تنطلق من الطلاء الداخلي، الخارجي وبعض المواد الأولية لصنع الطلاء.
وبالحديث عن سعر الطلاء، قال إن تنوع أنواع الطلاء والدهانات الموجودة في السوق الجزائري، يختلف معها تطبيق هذه الدهانات، وعليه قد يزيد الثمن أو ينقص بحسب المساحة، إلا أن المتفق عليه أنها شهدت زيادة شأنها شأن مواد البناء، حيث يتراوح السعر بحوالي 500 دينار للمتر المربع، وهي ليست أسعار دقيقة قد تزداد بحسب المساحة التي يراد طلائها.
شكلت مختلف أنواع الطلاء والدهن المعروضة من مختلف الشركات والمؤسسات الوطنية استقطاب الكثير من المواطنين، وهذا بالنظر إلى جمالية الألوان التي شكلت زخرفة جميلة من الرسومات الحديثة، حيث عرض المختصون في الديكور لوحات فنية تعكس الإبداع الوطني، الذي كان متميزا بمنتوجه الجديد الذي يوافق المعايير الدولية، حيث جلس حشد من المواطنين يشاهدون الإبداع الجزائري في الطلاء باختلاف ألوانه وأنواعه، حيث يمتاز بخاصية اللمعان الجفاف والمقاومة.
وأضاف ممثل شركة سيلكوت في هذا الصدد، أن الشراكة التركية- الجزائرية أثمرت عن وجود مخبر الأبحاث في مختلف أنواع الطلاء، وباستخدام التكنولوجيا الحديثة خاصة وأن المناخ يختلف بين البلدين، حيث تعمل الشركة على صناعة المواد بحسب طبيعة الحرارة في الجزائر التي تستمر لمدة 3 أشهر بخلاف تركيا، مؤكدا أن المشروع يستمر على الأمد الطويل، ومن أجل أن يكون ركيزة في السوق الوطنية، خاصة وأنه يخضع لمعايير الجودة.
وفي حديثه عن الجودة، أوضح ممثل الشركة أن السعر يؤدي دورا في نوعية الطلاء، لأن الثمن الزهيد للطلاء لا يضمن جودة مستمرة، عكس الباهظ الثمن فإنه يخضع لمعيار النوعية، هذا بالإضافة إلى الطبقات التي نريد تطبيقها لأنه في بعض الحالات بسبب شروط تطبيقه أو بسبب الطلاء نفسه، يكون من الضروري تطبيق عدة طبقات من الطلاء للحصول على نتيجة مرضية، وتحقيق الجودة.
وفيما يتعلق بزيادة أسعار المواد الأولية للتزيين، قال ممثل الشركة «الأزمة الصحية عصفت بالاقتصاد العالمي، والحقت أضرارا بمختلف البلدان، ما أثر على السوق الوطنية وأدى إلى غلق الكثير من الشركات، مقابل طلب كبير صعّب عملية التحكم في ثمن الدهان».
نوعية بسعر أقل
اقتربنا من إحدى شركات الأسمنت، فلاحظنا التواجد الكبير للزوار، الذي يعكس عودة الحياة لقطاع البناء بعد ركود بسبب جائحة كورونا، وكان لنا حديثا مع الممثل التجاري علاء الدين دباش الممثل التجاري للبسكرية للاسمنت التي قدمت في مشاركتها اسمنت بورتلاند مقاوم للكبريتات وذو حرارة منخفضة، مناسب لإشغال الخرسانة الضخمة والمستمرة في الطقس الحار الذي يتطلب اسمنت أقل حرارة وانبعاث مطابق للمعايير.
وبخصوص مجالات استعماله، يستعمل في جميع أشغال البناء التي تتطلب مقاومة عالية في البيئة العدوانية، الأشغال في البحر، يمكن الاعتماد طول السنة، كما يوصي به للاستخدامات التالية: الخرسانة المسلحة في البيئات العدوانية مياه البحر، مياه ذو قاعدة حمضية، عذبة أو صناعية، مشاريع البناء الضخمة «جسور، سدود، جدران استنادية»، خرسانة الطرف، الخرسانة الانبثاقية لحواجز الأمان والمزارب الإسمنتية.
وأضاف المتحدث بشأن المشاركة في الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية، أن البسكرية للاسمنت جاءت في هذه الطبعة ولأول مرة بكيس 25 كيلوغرام عوض 50 كيلوغرام، لتسهيل حمله من طرف المواطنين الذين اشتكوا الوضع، مشيرا إلى تحصل الشركة على شهادة المطابقة سمحت لها باقتحام المنتوج السوق الأوروبية، حيث تم التصدير لخمس دول، اسبانيا بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، بالإضافة إلى دول إفريقية بنسبة مليون و200 طن، وتطمح لبلوغ مليوني طن في نهاية السنة، أي بنسبة 40 بالمائة من السوق الوطنية.
وفي حديثه عن البسكرية للاسمنت قال: «هي شركة خاصة أنشأت سنة 2016 تنتج حاليا 5 ملايين طن في مكان واحد، وهي من أكبر الشركات المنافسة في مجال الأسمنت في الجزائر»، موضحا بخصوص الأسعار أنها منخفضة مقارنة بأسعار مواد البناء، حيث يتراوح سعر الكيس بين 350 إلى 500 دينار، وبالتالي لم تتأثر كثيرا بالأزمة وبقيت محافظة على سعرها الأصلي، بل تحتل الصدارة في التصدير إلى جانب الحديد.
وبخصوص المنافسة، قال المتحدث إن جميع المنافسين على دراية جيدة بمجالهم ولهم مواد ذات نوعية بأسعار منافسة لأسعارنا، لكن في المقابل هناك منافسين آخرين يقدمون منتوج بجودة أقل، لذلك يجب على الزبون المقارنة بين أسعار المنتوجات والعلامات، لأن البقاء سيكون للأحسن.
حركية في مجال البناء
بعد الانغلاق الذي شهده سوق البناء، ها هي الشركات الوطنية تدخل بقوة معرض «باتيماتاك «في طبعته الرابعة والعشرين، حيث شاركت الجزائرية لإنتاج مواد البناء في المعرض بمختلف المنتجات بلاط اسمنت آجر وغيرها، هذه الشركة التي أنشأت سنة 2016 متواجدة على مستوى 9 ولايات.
قال ممثل الشركة، إن الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية فرصة أمام المؤسسة للترويج لمختلف المنتجات المتعلقة بالبناء والأشغال العمومية، وكذا لإقامة شراكة بين مختلف الفاعلين في هذا المجال من أجل إنعاش القطاع الذي يشهد حركية كبيرة، مشيرا بخصوص الأسعار أنها ارتفعت نسبيا بسبب العرض والطلب، ونتيجة غلق العديد من المؤسسات بسبب تداعيات الأزمة الصحية.
وفي شرح أكثر لسعر مواد البناء، أوضح المتحدث أن أسعار مختلف المواد الأساسية المستخدمة في عملية البناء، ارتفعت نسبيا مقارنة بما كانت عليه سابقا، ماعدا أسعار الإسمنت التي نزلت في السوق إلى 500دينار، بعد أن تجاوزت سقف 700 دينار قبل أشهر، في حين تراوحت أسعار مادة الحديد بكافة أصنافها ما بين 11700 و12000 دينار، ووصل سعر الرمل الأصفر إلى 5 آلاف دينار، حصى «القرافي» 7 آلاف دينار.
الملاط اللاصق
بينما كنا نتجول بين أجنحة الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية، لاحظنا أن المواد الأولية ومعدات البناء والكهرباء احتلت الصدارة في الإقبال، حيث تمتاز عدة شركات وطنية بإنتاج مواد عديدة ذات صلة بالبناء، ما يؤهلها لتلبية احتياجات السوق الوطنية سواء من حيث الإنتاج أو التصدير، حيث سجلت شركة «سوبر جيالاس» المختصة في الملاط اللاصق توافدا كبيرا للمواطنين.
أصبح الملاط اللاصق يستهوي فئة كبيرة من الزبائن بالنظر إلى سعره المنخفض مقارنة مع السيراميك بنسبة 10 بالمائة، بالإضافة إلى صعوبة استعماله في الأماكن الداخلية والخارجية وكذا الواجهات، ويستعمل لجميع أنواع القطع الكبيرة من السيراميك، بورسولان والرخام «ذات امتصاص صفر بالمائة، وتسمح بلصق سيراميك جديد على قديم، ولمرونتها العالية تستعمل أيضا في تركيب سيراميك على ألواح الجبس، المسابح، أماكن عامة ومراكز تجارية.
من جهتها شركة الجيمكس المختصة في صناعة الملاط الأسمنتي عرضت منتوج جديد مقاوم الماء، أحادي تم تطويره ملء الفواصل الدقيقة حتى 6ملم على جميع أنواع البلاط والمواد الحجرية، يستخدم لجميع أنواع قطع السيراميك، بورسلان والرخام ذات امتصاص منعدم، حيث شكل المنتوج إقبال كبير من المواطنين وتجار مواد البناء.
وتجدر الإشارة، أن الطبعة الرابعة والعشرون للصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية استقطبت 500 عارض وطني و250 عارض دولي من 15 دولة أجنبية، حيث شمل المعرض الكثير من الندوات لها علاقة بقطاع البناء والخصائص الحرارية للمباني، نشطها خبراء مختصين في المجال، كما شمل المعرض عروضا خاصة تضمنت شروحات ميدانية حول المنتوج خاصة ما تعلق بآلات البناء والشاحنات ذات الوزن الثقيل التي حضرت بمختلف العلامات.