«الشعب» تنقل آراء المشاركين العرب

الطبعة 47 محطة هامة للأعمال والاستثمار

شكلت الطبعة 47 لمعرض الجزائر الدولي، المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري «سافكس»، فرصة اقتصادية هامة لرجال الأعمال والمستثمرين القادمين من تسع دول عربية لإبرام عقود شراكة تجارية ولترويج منتجاتهم وخلق فرص جديدة للاستثمار، ناهيك عن الاطلاع على أسواق جديدة، باعتباره يعد من بين أهم المعارض على الصعيد القاري.

وسجلت البلدان العربية المشاركة في هذه الطبعة بمتعاملين كبار في مختلف المجالات والصناعات، على غرار الطاقة والصناعات الكيمياوية والبتروكيماوية والصناعات الغذائية والنسيجية والخدمات، وحتى الميدان الحرفي كان حاضرا بقوة بمختلف الأجنحة، ما يؤكد تحسن مناخ الاستثمار بالجزائر واستقطابه للمستثمرين، لاسيما أصحاب الشركات الكبرى التي أبدت اهتماما كبيرا بخلق شراكة مستدامة مع مؤسساتنا الوطنية.
«الشعب»، وقفت على مشاركة الدول العربية في معرض الجزائر الدولي في جولة استطلاعية بمختلف أروقة وأجنحة التظاهرة، ورصدت آراء بعض أصحاب المؤسسات وأهدافهم من تواجدهم، لا سيما التي عاشت وما تزال تتكيف مع نزلات ما أطلق عليه «الربيع العربي» وتلك التي تأثرت به أو بالأزمة الاقتصادية العالمية.

مصر والأردن مشاركة ملحوظة
بالرغم من الأوضاع الأمنية التي خيّمت على أرض الكنانة، إلا أنها تسجل مشاركة ملحوظة في الطبعة 47 وذلك بـ 26 عارضا، في مجال الطاقة أو الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية والنسيج والصناعات الغذائية والحرفية وتحديدا النحاس، وهو العدد الذي انخفض مقارنة بالطبعات السابقة، إلا أن هذا الرقم يدل على مدى اهتمام رجال الأعمال المصريين بهذه التظاهرة، كونها تمثل جسرا للتعريف بمنتجاتهم.
في هذا الإطار، أكد جمال محمدين، رئيس مصنع إسلام للتحف والمشغولات النحاسية، الذي يشارك في المعرض للمرة 10 على التوالي، أن المشاركة في هذا الحدث أصبحت بالنسبة له تقليدا وعادة يستأنس بها في كل طبعة، حيث يعرّف بالصناعة النحاسية التي تتميز بها مصر والتي هي نتيجة شغل يدوي، متمنيا أن تتاح له فرصة للشراكة وتسويق منتجاته، مشيرا إلى أن الوضع الأمني في بلاده هو ما حال دون المشاركة المعهودة في مثل هذه المواعيد الاقتصادية.
ونفس الأمر بالنسبة للأردن التي تشارك هي الأخرى بـ31 عارضا أيضا في نفس المجالات، غير أن «الشعب» رصدت إقبالا كبيرا من الجمهور العادي على المنتجات التجميلية المستخلصة من مياه وأملاح البحر الميت. وفي هذا الإطار، قالت «آسيا» ممثلة شركة «لاكور» لمنتجات التجميل الطبيعية بالجزائر، إن المعرض يعد إطارا هاما للشركات التي تريد اكتشاف السوق الجزائرية وإبراز منتجاتها والالتقاء بشركاء محتملين.
سوريا وليبيا حضور رغم الظروف الصعبة
رغم الظروف التي تمر بها أرض الشام، لم تغب المؤسسات السورية عن التظاهرة الجزائرية الدولية بل على العكس سجلت حضورا متنوعا هي الأخرى وحظيت منتجاتها باهتمام كبير من المهنيين الجزائريين وكذا من الجمهور العادي الذي يعرف جيدا المنتوج السوري لاسيما النسيج.
وسجلت مؤسسة «بالميرا تاكس» للأفرشة والمفروشات وتجهيز الفنادق والمنازل مشاركتها الثالثة، حيث أعرب مدير الشركة ومسؤول العلاقات الخارجية عن ارتياحه للمشاركة وتحسن الظروف، لاسيما من حيث المساحة المخصصة التي وصلت، بحسبه، إلى 150 متر مكعب، ما سمح له بعرض مفروشاته ومنتوجاته بطريقة أفضل، خاصة الجديد منها، على غرار الستائر المضادة للحرائق التي تتحول بفعل النيران إلى شمع والتي تتميز أيضا بسهولة تنظيفها مقارنة بالستائر العادية.
وأوضح نفس المتحدث، أن هدفهم من المشاركة ليس فقط التعريف بالمنتوج، بل معرفة أذواق الجزائريين ومدى تفاعلهم مع ما يعرض وكذا أفكارهم واقتراحاتهم، ناهيك عن كونه فرصة لتكامل الخبرات، مشيرا إلى تلقيه العديد من الاقتراحات والعروض الخاصة لتنفيذ أعمال خارجية، على غرار تلك الذي نفذها مؤخرا كتجهيز فندق وكذا صالات الأفراح بكل من كيفان كلوب وببومرداس وخميس مليانة.
نفس الأمر بالنسبة لليبيا، التي شاركت في المعرض بـ13 عارضا، أربعة منهم في الصناعات الغذائية وخمسة في صناعات مختلفة، إلى جانب الصناعة النسيجية والخدمات، كون ليبيا اليوم بحاجة إلى أسواق جديدة واكتساب خبرات أكثر لتطوير منتجاتها الوطنية.

فلسطين في قلب الجزائريين...
حظي الجناح الخاص لدولة فلسطين باهتمام كبير من الجزائريين الذين توافدوا بقوة على مختلف المؤسسات المشاركة والبالغ عددها 14 مؤسسة، تنوعت مجالاتها بين الصناعات الغذائية والصناعات الطاقوية والكيمائية والخدمات، وكذا النسيج والملابس الجاهزة والحرف، غير أن المعروضات في المجالين الأخيرين كانت ضعيفة مقارنة بالميادين الأخرى، وهو ما استوقفنا، خاصة أمام تهافت الجمهور العريض عليها لاقتنائها، ما جسّد العلاقة الخفية بين الشعبين والتضامن غير المشروط مع القضية.
في هذا السياق، قالت أم رائد أو «نادية»، صاحبة مشغل الجمال  للزي «الترتي» بالخليل، إنها تشارك للمرة الرابعة في المعرض، لأنها دائما تبحث عن أسواق جديدة في ظل الحصار الاقتصادي الإسرائيلي المفروض عليهم، غير أنها لم تخف أسفها وامتعاضها من الرسوم الجمركية المفروضة على منتجاتها والتي وصلت إلى 59%، متمنية من الجهات المسؤولة أخذ طلبهم هذا بعين الاعتبار، كون رواج المنتوجات الفلسطينية بالجزائر مرهونا بتجاوز هذا العائق، مشيرة إلى وجود اتفاق بهذا الخصوص لم يدخل حيز التنفيذ يستدعي تفعيله.
نفس الانشغال نقلته لنا السيدة «سناء» من رام الله، التي شاركت بمعروضات حرفية تقوم بإنجازها في المنزل وتشارك، لأول مرة، وذهلت للإقبال الكبير على منتجاتها، متمنية رفع الرسوم الجمركية كونهم يعانون حصارا اقتصاديا وجاؤوا بحثا عن فرص عمل، خاصة وأن المجوهرات التي شاركت بها لا يمكن إعادتها إلى فلسطين، لأن السلطات الإسرائيلية لا تسمح بذلك وتكون دائما عرضة للمصادرة، مشيرة إلى وجود وعود من سفارة بلدها لإيجاد آلية لتسويقها.

الكويت... ودراسة جدية الاتصالات
بالرغم من المشاركة المحتشمة لدولة الكويت في التظاهرة، التي لم تتجاوز سبع مؤسسات، إلا أن المشاركين أبدوا اهتماما كبيرا بالتظاهرة، كونها فرصة لدراسة السوق الجزائرية وبحث فرص الشراكة، وهو ما أكده لنا ممثل مصنع الساير للمرطبات، عابد عبد المجيد، حيث قال إن المعرض فرصة لعقد لقاءات مع أصحاب الشركات وجس نبض السوق الجزائرية ومدى جدية الاتصالات المسجلة لحد الساعة.
 سعاد بوعبوش

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024