أدرجت المؤسسة المشرفة على إنجاز جامع الجزائر بالشراكة مع المؤسسة الصينية قطاع التكوين المهني، وهذا بغرض نقل الخبرة للمتربصين الجزائريين، وبالتالي ضمان يد عاملة في هذا المجال كي لا يتم مستقبلا الاستعانة باليد العاملة الأجنبية.
وفي هذا الصدد، أكد أحمد زقنون المدير الولائي للتكوين المهني للجزائر، أنّ المدير السابق للمشروع المرحوم علوي فتح الأبواب أمام القطاع، وتمّ الاتفاق على عملية التكوين في فيفري 2012، والذي شرع فيه في شهر مارس من نفس السنة، مضيفا بأنّ المدير السابق كان حريصا على هذا الجانب كونه كان مدركا بأهمية التكوين في تنمية الأمم.
وفي سياق حديثه الخاص لجريدة “الشعب”، أوضح زقنون أن عملية التكوين اشتملت قسمين الأول متعلق بتكوين المتربصين، والثاني يخص تكوين المكونين، حيث أنّ العملية الأولى لم يشرع فيها نظرا لأنّ المشروع في مرحلة الأشغال والهياكل الكبرى، التي تتطلّب عملية الحفر ووضع الخرسانة، ولذا فإنّ تكوين المتربّصين ستدرج في المرحلة الثانية حسب ما أفاد به المدير الولائي للتكوين المهني للجزائر، مشيرا إلى أنّ عملية الخرسانة أضحى علما يبحث عن اكتساب التقنيات.
ويرى المدير الولائي للتكوين المهني وجوب البدء بعملية تكوين المكونين نظرا لوجود أساتذة مختصين في الهندسة والجانب المعماري، ورسامين لمنحهم الخبرة وهم بدورهم يدمجونها في البرامج التكوينية الموجهة لتكوين المتربصين، حيث تمّ الاتفاق مع الشركة الصينية تحت إشراف مؤسسة جامع الجزائر بوضع مخطط تكويني يدوم 42 شهرا من مدة الانطلاقة أي من أول عملية للحفر والخرسانة إلى آخر عملية متعلقة بالتجهيزات الالكترونية.
وأبرز في هذا الإطار، أنّ مديرية التكوين المهني لولاية الجزائر تتوفر على أساتذة في جميع الميادين على حسب سيرورة العمل، تختار في السنة الأولى أساتذة ذوي الاختصاص المعني ويتم استدعاءهم، وفي آخر السنة تقوم بالإحصاء. وفي هذا الشأن، اختير ألف أستاذ متخصص في مستوى تقني سامي إلى غاية مستوى مهندس دولة، ومن كل المديريات التكوينية على مستوى 48 ولاية، حيث اتفق على تخصيص تسع محاور رئيسية متعلقة بالخرسانة والرسم خلال فترة مارس 2012 إلى غاية ديسمبر 2012.
وشدّد زقنون في حديثه على ضرورة أن تكون الاستفادة مهمة، قائلا: “بأمر من الوزارة الوصية راسلنا المديريات التكوينية على مستوى 48 ولاية، وأدرجنا قائمتهم المنظمة التي قدمت إلى المؤسسة المشرفة على الجامع الكبير مع الشركة الصينية”، مضيفا بأنّه بعد اجتماعات قامت الشركة الصينية بتعيين أساتذة صينيين مع مترجمين للشروع في عملية التكوين في مارس 2011 ببئر خادم. وأوضح زقنون بأنّ البرنامج النظري يكون على مستوى مديرية التكوين ببئر خادم، في حين الجانب التطبيقي يقدم على مستوى ورشات الجامع الكبير، مشيرا إلى أنّ فترات التكوين بالنسبة للأساتذة كانت قصيرة لكنها جدية ومفيدة، وضمّت الأفواج المبرمجة من شهر مارس إلى غاية 31 ديسمبر 2012، 1010 أستاذا.
وأضاف المدير الولائي للتكوين المهني أنه خلال فترة مارس 2013 إلى غاية ديسمبر من نفس السنة، شرع في المرحلة التقييمية أي تقييم كل فوج وكل فرد تابع للتكوين قدمت لهم الاستمارات حول عدة محاور منها نوعية التكوين، والاستفادة ومتطلباتهم.
وانتهز الفرصة لتهنئة المدير الجديد لشركة تسيير مشروع إنجاز جامع الجزائر بلقاسم حامدي، وأن يسير على نفس درب المدير السابق المرحوم علوي، مطالبا من الشركة الصينية مضاعفة أيام التكوين إلى أربع أيام في الأسبوع، مقترحا تحضير تقنيات في المحتوى حسب طلبهم.
وكشف أنه في 2014 ينطلق في مرحلة تحضير المتربصين في عدة تخصصات كالبناء، الترصيص، الطلاء، الكهرباء
والزخرفة كون جامع الجزائر معلم يضم تصميمات مختلفة متعلقة بالزخرفة الإسلامية الجزائرية، لأنه مأخوذ من تراث 48 ولاية، معتبرا بأنه مكسب ايجابي للجزائر وعلى كل جزائري أن يعرف ذلك، معربا عن سعادته بالتعاون مع مؤسسة تسيير مشروع إنجاز جامع الجزائر في هذا المجال،. وحسب ما أفاد به، فإنّ هذا التعاون يشجّعهم للمضي قدما ورؤية الأشياء التي يمكن القيام بها مستقبلا، ويستفيد من أيادي عاملة جزائرية.
وأضاف المدير الولائي للتكوين المهني، أنّ الأمر الجيد في عملية تكوين المكونين هو استفادة كل الأساتذة من 48 ولاية، لأن المشروع يضم عدة تخصصات، مما يتيح الفرصة لأساتذة مختلف التخصصات المشاركة، كما أنّ قطاع التكوين المهني لديه مخطط تكوين لغاية استلام المشروع، ويحرص على إدماج الجزائريين لتلقي معلومات ومشاهدة بأعينهم كيف تتم عملية الانجاز ميدانيا.
وحسبه إنّ العدد سيرتفع خلال هذا العام، فكلّما تقدّمت الأشغال تظهر عدة تخصصات وكل ورشة يكون فيها جزائري، كل المشاريع الكبرى للدولة تشارك فيها. يوجد اليوم قانون يذكر في أحد بنوده إجبارية الشركات الأجنبية الموجودة في الجزائر بإدراج اليد العاملة الجزائرية، وهذا مكسب يجب استغلال الفرصة لاكتساب الخبرة.
إدراج أساتذة الإلكترونيك في عمليات الطّاقات التّطبيقية
وكشف زقنون أنّه تمّ إدراج تخصص الطاقات المتجددة، ستكون جلسة عمل يتحدث فيها حول إدراج أساتذة الإلكترونيك في عمليات الطاقات التطبيقية المتجددة، خاصة الطاقة الشّمسية لأن مشروع الجامع الكبير لديه برنامج لاستخدام هذه التقنية، “سنضيف خبرات أخرى تزيد في الفائدة، ونتحدث معهم في تحديث محتويات التكوين، وتخفيف ثمن الاستعمال والاستغلال، لأنّ تكلفة الطاقات المتجددة أقل وتحافظ على البيئة لنواكب سوق العمل. هناك ألف متربّص مسجلين، وإذا وصلنا إلى تكوينهم فهذا سيكون مكسبا، و نحاول بلوغ هذا الهدف”، منوها بمجهودات المسؤولين القائمين على مشروع مؤسسة جامع الجزائر للتسهيلات المقدمة لقطاع التكوين المهني في هذا المجال، والتعامل مع الصينيين، “الذين لم يبخلوا عنهم بتقديم معلوماتهم ومواظبتهم في العمل. المشروع جزائري أنا راض بمستوى الانجاز، وأشارك في وضع فرصة لأبناء الجزائر للتقرب من هذا المعلم، وهدفي إنعاش الاقتصاد الوطني”.
وتجدر الإشارة أنّه “تمّ إضافة فرق من المتربصين في إطار مرشد سياحي اقترح مدير الجامع مرشدا لتعريف الزوار بمنارة المسجد التي تضم خمس متاحف، وكل متحف يصور حقبة زمنية معينة، لأن المرشد السياحي يمكن أن يكون سفير الجزائر، يجب أن لا يكون التكوين جهويا وقيام طلبة السياحة بأطروحات جامعية حول الجامع، وقد وصلتنا طلبات في هذا الإطار”.
«نأمل أن تتقرّب المؤسسات الأخرى من مديرية التكوين المهني، ويكون لها نفس الحماس والنظرة وحب الوطن مثل مؤسسة تسيير جامع الجزائر، نود اكتساب الجزائري للخبرة الأجنبية، كما نتمنّى أن يدرج المقاولون الشباب في مشاريعهم. بناء جامع الجزائر وراءه اكتساب تقنيات، مهارات، علوم وتلقين الخبرة، مرحلة تحويل الطاقة إلى كفاءة هذا ما نريده”.
س/ ب