تيغنيف : مواطنون يجمعون النفايات أمام مقر البلدية
أضحت أكوام النفايات المنزلية المتراكمة لعدة أيام ، الصورة الأكثر احتلالا للمشهد العام بمدن ولاية معسكر ، لدرجة بلغ فيه انتشار الأوساخ ذروته في بعض الأحياء السكنية التي غزتها الجرذان و أسراب الحشرات السامة ،
أقدم بعض سكان مدينة تيغينف عشية أمس و الأمس الأول على تجميع أكياس النفايات المنزلية أمام مقر بلدية تيغنيف ، إحتجاجا منهم على تخلف المؤسسة العمومية لرفع النفايات عن جمعها لعدة أيام ، ما اضطر بمصالح البلدية إلى تجميع كميات هائلة من القمامة المنزلية في أرضية شاغرة مقابلة لحي سكني ترقبا لنقلها إلى مركز الردم التقني، في وضع أشبه بمفرغة عشوائية أصبحت تهدد صحة و سلامة السكان و مصدر إزعاج لهم بسبب الروائح المنبعثة من أكوام النفايات زيادة على انتشار الناموس و الحشرات السامة و الجرذان .
المشهد ذاته ، يتكرر في جميع مدن ولاية معسكر و بلدياتها حتى تلك التي تعتبر نموذجا في نظافة أحيائها و شوارعها ، على غرار بلدية عين فارس و بلدية عين افكان ، إلى وادي التاغية ، التي يشتكي سكانها من غياب النظافة و تراكم القمامة المنزلية لعدة أيام ، بسبب تخلف المؤسسة العمومية لرفع و تسيير النفايات المنزلية عن المهام الموكلة إليها بموجب اتفاقيات مع المجالس الشعبية البلدية ، تمكنها سنويا من إعانات مالية معتبرة لتسيير شؤون المؤسسة و التكفل بالنظافة .
ثقل اجراءات اقتناء شاحنات جديدة لرفع القمامة يؤزم الوضع
حيث تحول الوضع البيئي العام بإقليم ولاية معسكر إلى هاجس يشكل نقطة تلاقي هموم الإدارة و المواطن على حد سواء ، في وقت لم يكف فيه الطرفان عن تراشق المسؤولية ، حيث يرمي المواطن ثقل المسؤولية و مخلفاتها على البلديات و كثيرا ما يهاجم عمال النظافة البسطاء على غرار ما سجل أمس بأحد أحياء مدينة معسكر ، في حين تحاول السلطات المحلية جاهدة التحكم في الوضع من خلال « الاتصالات الهاتفية « و ترقب وصول 35 شاحنة لرفع القمامة المنزلية .
و يعتبر اهتراء عتاد المؤسسة العمومية للنظافة أهم عائق لعملها المنتظم ، و سببا في تراكم مشاكل تسييرها و تراكم النفايات أيضا ، بإعتبار أن عتاد المؤسسة مشكل من شاحنات قديمة لرفع القمامة مستلمة من مصالح البلديات ، و لم تسعى المؤسسة العمومية منذ تأسيسها إلى تجديد عتادها رغم ما حصلته من إعانات مالية ضخمة – استهلكت في وقت سابق في تسديد ديون الممونين الخواص بمستلزمات تسيير النفايات ، و كذا صيانة الشاحنات المتواجد أغلبها في حالة عطب .
و يعود انفلات الوضع البيئي من قبضة السلطات المحلية لمعسكر ، إلى نحو أربعة سنوات من تاريخ الإعلان عن إفلاس المؤسسة العمومية لرفع و تسيير النفايات المنزلية بعد عام من تأسيسها ، حيث لم تجدي كل محاولات إنقاذ المؤسسة من الغرق في مشاكلها المالية و ديونها المتراكمة لدى مؤسسات و هيئات عمومية على غرار صندوق الضمان الاجتماعي و الممولين الخواص بمختلف المواد و المستلزمات من حاويات جمع النفايات ، مواد تنظيف ، محروقات ، قطع غيار و غيرها .
المؤسسة العمومية للنظافة عاجزة عن مهامها بسبب سوء التسيير
و من ذاك التاريخ بقي مشكل النظافة المشهد الوحيد الذي يصور يوميات معسكر –بدون مبالغة و لا تضخيم للواقع ، بشهادة الولاة الذين تداولوا على تسيير الولاية منذ نهاية سنة 2015 ، و الذين عمدوا إلى تخصيص جزء من اجتماعاتهم اليومية لقضية النظافة الموكلة إلى مؤسسة عمومية أنشأت سنة 2014.
و من أجل تدارك الوضعية البيئية التي آلت إليها بلديات ولاية معسكر خصوصا خلال الأشهر الماضية، عملت السلطات الولائية الحالية على وضع خارطة عمل لتحسين الوضع البيئي و إعادة إنعاش المؤسسة العمومية من خلال اتخاذ جملة من القرارات و الإجراءات التي من المفروض أن تصحح الصورة السوداء لمدن الولاية و تضمن استمرارية رفع النفايات المنزلية من خلال تحسين الوضعية المالية للمؤسسة و مساعدتها على تحصيل مستحقاتها العالقة على عاتق البلديات ، عملا على انتظام صب أجور عمال النظافة .
إجراءات لتصحيح الوضع و التكفل الأمثل بملف نظافة المحيط
كما توجهت السلطات الولائية مؤخرا قصد تصحيح الوضع ، نحو إبرام عقود عمل لجمع النفايات و التنظيف بين المؤسسة العمومية و البلديات للولاية لسنة 2019 ، و هي عقود عمل تلزم المجالس البلدية على دفع مستحقات المؤسسة العمومية للنظافة من خلال تخصيص القيم المالية المستحقة ضمن ميزانيات البلديات ،
في المقابل تم تسجيل تأخر في عملية اقتناء 35 شاحنة لرفع النفايات بإعانة مالية خصصتها وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية لدعم المؤسسة العمومية للنظافة بمعسكر ، الأمر الذي عاد سلبا على تسيير النفايات بتراب ولاية معسكر .
قلق من انتشار الأوساخ و مبادرات تطوعية في المحمدية و بعض البلديات
و يبدي سكان معسكر و بلدياتها مخاوفهم من استمرار الوضع البيئي على حاله ،في ظل التأخر المسجل في اقتناء شاحنات النظافة و مع حلول عيد الأضحى المبارك ، لاسيما و قد بلغ تراكم الأوساخ و القمامة ذروته في بعض البلديات و المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة ، الأمر الذي انعكس في مواقف المواطنين بين ساخط على الوضع و بين مسارع إلى إطلاق مباردات تطوعية لتنظيف الأحياء و رفع القمامة المنزلية باستغلال امكانيات خاص بالمواطنين أنفسهم و بمساعدة من بعض المقاولات و الناقلين الخواص ، حيث سجلت العديد من المبادرات التطوعية التي ستنطلق اليوم ببعض البلديات على غرار بلدية المحمدية التي عمل بعض الناشطين الجمعويين على تجنيد الشباب و تسخير شاحنات للوزن الثقيل من اجل تنظيف احياء مدينتهم و رفع القمامة المنزلية تحسبا لعيد الاضحى مع اعداد برنامج خاص بيوم النحر يشمل رفع جلود الاضاحي و مخلفات الذبح ، على ان تساهم السلطات المحلية بقدر من الجهود لتذليل العقبات التي تعثر هذه المبادرات التطوعية