تكتسي الوحدات الصناعية التحويلية في قطاع المواد الغذائية أهمية كبرى في منظومة الإقتصاد الوطني الذي يرتكز على تطوير فعالية القطاع الفلاحي في شعبة الطماطم التي تعتمد على تنويع الإنتاج وتمكين المهنيين بالوسائل والمصانع التي من شأنها ضمان توفير الإستهلاك المحلي للسكان من خلال تكثيف المردود والمحافظة على توسيع رقعة الناشطين في القطاع الذين ينتظرون تحقيق رهان المشاريع الإستثمارية الكبرى الحالية كما هو الحال بالشلف، وإنشاء وحدات صناعية جديدة كما هو الشأن بعين الدفلى ذات الطابع الفلاحي المتميز. هذا التحدي الإقتصادي طالما رفعه المهنيون والمنتخبون المحليون والإداريون كانشغال لتطوير الشعب وفتح آفاق للتشغيل على أوسع نطاق.
رفع التحدي في الصناعة الغذائية على أوسع نطاق بكل من ولايتي الشلف وعين الدفلى بحاجة تظافر الجهود وتسريع آليات توسيع الوحدات وانجاز عمليات من شأنها تدعيم نشاط الوحدات الموجودة وإنشاء أخرى بالمناطق التي تنعدم بها المصانع التحويلية ذات المردود الإقتصادي الذي من شأنه تأمين الإستهلاك المحلي والوطني من الصناعة الغذائية والتفكير في تفعيل عمليات التصدير كبديل للبتروكمويات. هذا الواقع تترجمه رغبة الفلاحين والمنتجين والمعنيين ومسؤولي القطاع الفلاحي والشريك الإجتماعي من جهة وتوجه المنتخبين والإداريين من جهة ثانية نحو إعطاء دينامكية متجدّدة لوتيرة التنمية المحلية الذي يعد فيه القطاع الفلاحي محركا له، لما له من انعكاساته الإقتصادية والإجتماعية، يقول مدير الفلاحة مخطار بوعبدلي ورئيس الغرفة الفلاحية من عين الدفلى والمدير العام لمصنع تحويل وتصبير الخضر والفواكه «تلواز» بالشلف عزوز هني مبروك.
وحدة «تلواز» بالشلف من تحديات جهوية إلى إنتاج وطني
فرضت كميات الإنتاج الهائلة لهذه الشعبة بولايات الشلف وغليزان وعين الدفلى والعدد الهام من المنتجين المختصين في هذا النوع من الخضر على وحدة التحويل والتصبير للخضر والفواكه المتواجدة بالشلف عليها تكثيف مجهوداتها منذ دخول هذا المشروع الإستثماري الإقتصادي الهام قيد الإستغلال سنة 2006 ـ يقول المدير العام عزوز هني مبروك ـ حيث انتقل انتاجها من 200 طن إلى 1500 طن في 24 ساعة، وهذا بعد عملية التوسيع التي عرفها المصنع وتدعيمه بتجهيزات وتقنيات جدّ متطورة ـ يشير ذات المسؤول ـ في لقائه بـ «الشعب».
استقبال منتوج الطماطم الفلاحي ولايات غليزان والشلف وعين الدفلى من طرف الوحدة الوحيدة بالناحية فرض على مصالحه التقنية التفكير في توسيع المصنع التحويلي خلال السنة القادمة وهذا ضمن أهداف انتاجية نتطلّع من خلالها إلى تحقيق 2800 طنا في ظرف 24 ساعة، كون أن الوحدة تنشط بدون توقف خاصة في فترة الجني للمنتوج الموسمي الذي استطاعت الوحدة لحدّ الساعة تحقيق ما يفوق 1300 طن خلال فترة العمل اليومي للمصنع. وهي كميات فرضها الإقبال الواسع للفلاحين من الولايات المذكورة، خاصة المتعاقدين مع الوحدة والذين بلغ عددهم 230 فلاحا في الوقت الحالي ـ يقول المدير العام للمصنع ـ الذي رفع التحدي الجهوي في انتاج هذه المادة الغذائية نحو تسويق وطني للمنتوج عبر 48 ولاية، يضيف محدثنا بعين المكان.
رهان التشغيل شجّع قدرات الإستقبال للمنتوج في ظروف مريحة
تزايد عدد فلاحي الولايات الثلاث من خلال عملية التعاقد التي كشف عنها ذات المسؤول الأول بالوحدة رفقة مساعده فتح المجال لتفعيل نمط التشغيل الذي انتقل من 42 إلى 98 عاملا مرسما رفقة 150 عاملا موسميا. هذا التوظيف رسم معالم النشاط الصناعي للوحدة التي وفرت الظروف المريحة للفلاحين الذين لا ينتظرون سوى 22 ساعة لتفريغ منتوجهم والعودة لنقل حمولة أخرى من مادة الطماطم. وهي مدة قصيرة إذا ما قورنت بوحدات أخرى موجودة على المستوى الوطني والتي يتجاوز انتظار الفلاح داخل وحداتها ما يزيد عن 34ساعة، وهي معطيات مسجلة حسب عمليات الإتصال بين الوحدات، يقول محدثنا بعين المكان.
وبخصوص هذا التحرّك العملي الناجع، مكّن الوحدة من تحقيق قفزة نوعية في التشغيل وبميكانزمات تكوينية للعمال والفلاحين الذين يخضعون لأيام دراسية وتكوينية يشرف عليها مؤطرون، لأن المسألة تتعلّق بمواد غذائية موجّهة للإستهلاك وصحة المواطن عندنا هي الأهم ضمن استراتيجة منتوجنا الوطني يضيف ذات المسؤول الذي كشف عن مشروعين ضمن عمليات التوسيع التي رسمتها الوحدة من خلال انجاز مصنع آخر بالمحاذات مع الوحدة وانشاء مشتلة لضمان النوعية والمردودية التي تريدها الوحدة للفلاح وخصوصية الإنتاج الذي يتوقف على طرق استغلال الماء وفق عمليات التقطير التي باشرتها الوحدة مع الفلاحين المتعاقدين حفاظا على هذا المورد الهام الذي تتوقف عليه النشاطات الفلاحية بالولايات الثلاث التي تمتلك كل الإمكانيات لتوسيع انتاج شعبة الطماطم التي سوف تتدعّم بماكنات جديدة تساهم في عمليات الجني التي طالما اشتكى منها الفلاحون يشير عزوز هني مبروك.
وفرة المنتوج رهين ضغط طوابير الشاحنات المعبأة بالطماطم
وحسب تصريحات المنتجين التي سجلناها، فإن حالة الطوابير أمام وحدة التحويل والتصبير للخضر والفواكه الكائنة بالمخرج الشرقي لبلدية الشلف صارت مرهقة، حيث يجد أصحاب عشرات الشاحنات من كل الأحجام والسيارات من نوع «مازدا» والجرارات متاعب قاسية تحت لسعة الشمس المحرقة في انتظار دورهم لفريغ منتوجهم الذي قد يطول إلى ساعات مرهقة يشير من إلتقينا بهم، الأمر الذي يؤثر على صحتهم، خاصة في ظلّ الظروف الحالية. وأمام هذه الوضعية يطالب هؤلاء بتسريع عملية استقبال المنتوج تفاديا لفساده سواء داخل هذه المركبات أو بالحقول كون أن عملية الجني تسير بعملية بطيئة حسبما علمناه من مصادرنا التي أكدت لنا أن أزمة قلة العمال مطروحة بحدة بالولايات المذكورة هذه الأيام، حيث يجد الفلاحون صعوبة في البحث عن اليد العاملة لجني منتوجهم في ما تجتاح الولايات المعنية موجهة حر شديدة تفوق 44 درجة، يقول أصحاب المركبات. لذا يناشد هؤلاء باتخاذ إجراءات عملية لتسوية الوضعية وتسليم المنتوج في ظروف سريعة لأن الطوابير صارت مرهقة ـ كما يقولون ـ بشأن هذه الوحدة التي يعترفون بأنها مكسب هام لاستمرار عملية إنتاج هذه الشعبة من الطماطم التي سخرت لها إدارة الوحدة منذ سنوات كل الإمكانيات لاستمرار هذا المنتوج الموجه للتصبير تطبيقا لتعليمات الوزير الذي أعجب بالتجهيزات التقنية للوحدة من خلال مروره بها في وقت سابق، حسب اعترافهم بعين المكان.
بعد المسافة وقلّة اليد العاملة يساهمان في إتلاف المنتوج
أما بخصوص فلاحي عين الدفلى، فقساوة بعد المسافة التي يقطعونها بسبب انعدام وحدة للتحويل بذات الولاية بالرغم من الشكاوي العديدة والتدخلات والإتصالات بالوزارات المعنية لرفع الغبن عن المنتجين الذين لهم مردودا هاما من المنتوج، خاصة ببلدية جندل حسب ما سجلناه بعين المكان أمام ذات الوحدة التي تضمن لهم خدمات استقبال منتوجهم في ظروف ملائمة، حسب قول المدير العام للوحدة. ومن جانب آخر أوضح رئيس الغرفة الفلاحية بعين الدفلى الحاج جعلالي أن المنتجين يعانون والغريب أن البعض يضطر لترك المنتوج يتعرض أمامه للفساد والإتلاف جراء ظروف الحر وقلة اليد العاملة المختصة المكلفة بالجني. مشيرا أنه قام باطلاع الجهات المعنية وناشد مرار المستثمرين للإقبال على تجسيد مشاريعهم المربحة بالولاية لأن التسهيلات التي تمنحها الولاية مغرية يقول رئيس الغرفة الذي جدّد نداءه عبر «الشعب» للمستثمرين الراغبين في مثل هذه المشاريع بالتقدم للولاية التي تنتظر تحقيق مثل هذه الوحدات، مشيرا أن فلاحي عين الدفلى في الظروف الحالية يبحثون في كل مكان عن الوحدات التحويلية، لتبقى وحدة الشلف هي المنفذ المفضل نظرا للمسافة التي تفصل بين الولايتين وهذا لتسليم منتوجاهم من الطماطم الصناعية في أحسن الأحوال والظروف المريحة، يقول رئيس الغرفة الفلاحية بعين الدفلى.
وفي هذا الصدد أكد لنا مدير وحدة الشلف، أن مصالحه تبذل قصارى جهدها لتوفير الظروف الملائمة اإستقبال المنتوج مع السعي المتواصل لتقليص مدة الإنتظار للفلاح بالوحدة بالرغم أن المدة الحالية هي أحسن من أي مدة في الوحدات المنتجة عبر الوطن التي قد تصل إلى 40 ساعة انتظار لتفريغ الشاحنة أو المركبة على العموم ـ يقول ذات المسؤول ـ الذي يراقب عملية التفريغ عن قرب حسبما لاحظناه ميدانيا خلال انجاز هذا التحقيق.
هذا، ويناشد الفلاحون بالولايات الثلاث الجهات المعنية بالقطاعين الصناعي والفلاحي وحتى التجاري بالتحرك لتكثيف مثل هذه الوحدات التحويلية التي من شأنها رفع قدرات الإنتاج وتوسيع المساحات الفلاحية للرفع من قدرة الصناعة الغذائية وتفعيل المنظومة الإقتصادية، خاصة في هذا المجال الذي يمتلك مؤشر التصدير خارج المحروقات، ومن جهة أخرى تمكين البطالين من فرص توسيع نطاق التشغيل بالمزارع الفلاحية للطماطم وبالوحدات الصناعية بولايتي الشلف وعين الدفلى.