طغى الرسم التكتيكي على اللعب الجميل خلال مونديال روسيا من خلال اقدام معظم الفرق على البحث عن النتيجة و السير إلى أبعد نقطة ممكنة دون إعطاء الأولوية للعب الجميل الذي يكون « مخاطرة « بالنسبة للمنتخبات التي « تفتح اللعب « .
و ظهر جليا أن منتخبات كالبرازيل ، الأرجنتين و المكسيك و البرتغال ، رغم أنها قدمت أداء هجوميا و اعتمدت على لاعبين مهاريين الا أنها لمتصل الى مبتغاها و أقصيت قبل وصولها الى أدوار متقدمة .
كما أعطت مباراة نصف النهائي بين فرنسا و بلجيكا صورة واضحة عن « الحسابات « التكتيكية التي كانت دقيقة من جانب تشكيلة ديديه ديشان التي تمكنت من توقيع هدف الفوز في لحظة حاسمة ساهمت كثيرا في إرباك الفريق البلجيكي الذي لم يجد ضالته ووقع في فخ التسرع و تضييع الفرص ، بالرغم من أنه أدى مردودا طيبا في الشوط الأول .
فقد تبيّن أن الدراسة العميقة لامكانيات المنافس تعطي للمدرب حلولا كثيرة للوصول الى الهدف بإعداد الخطة المناسبة و تكييفها مع امكانيات اللاعبين الذين يسعون الى تطبيقها على أرضية الميدان .
و رأينا أنه بالرغم من أن المنتخب الفرنسي يملك فرديات لامعة و سريعة على غرار مبابي ، غريزمان ، ماتويدي ، الا أنه « انتظر « قدوم الفريق البلجيكي و « اضعافه « بدنيا بغلق كل المنافذ التي كانت واضحة خلال مواجهة بلجيكا – البرازيل و التي سمحت لزملاء هازارد من التفوق يومها بشكل كبير على زملاء نيمار .
و بالتالي ينتظر أن تكون مباراة النهائي أيضا «مغلقة» بين الفريقين المنشطين للموعد يوم 15 جويلية الجاري كون البحث عن النتيجة و كسب اللقب العالمي هو الولوية بالنسبة للمنتخبين قبل اللعب الجميل و تقديم الفنيات التي تكون في الدرجة الثانية من اهتمام الجماهير .. و يقول معظم الاختصاصيين أن مونديال روسيا أعطى الكثير من النقاط التي جسدت التغييرات الحاصلة في اللعبة الشعبية رقم واحد في العالم .