قدّمت مقابلات المونديال لحد الآن العديد من «الدروس» والمفاجآت، التي أثبتت حدوث تغيير في «عمق» لعبة كرة القدم على المستوى العالي، حيث كنّا في الماضي القريب نتابع ونقدم المنتخب الذي يملك «نجما» كبيرا في مقدمة المرشحين لنيل اللقب، والأمثلة كثيرة عن بيليه، مارادونا، زيدان، روماريو...والقائمة طويلة.
لكن حدث وأن تلك «الفلسفة» أصبحت لا تجدي، ولا يكون مفعولها كبيرا إن لم يتم تشكيل فريق متكامل يعتمد على «عمود فقري» يستطيع مواجة «الصعاب» خلال دورة ككأس العالم.
منتخبات تملك أكبر النجوم خلال الـ 10 سنوات الأخيرة غادرت موعد روسيا خائبة وبدون «أشياء ملموسة» في صورة، تؤكد هذا التغيير الحاصل على مستوى رؤية كرة القدم الحديثة.
كريستيانو رونالدو أحسن لاعب في العالم عدة مرات لم يتمكن من مواصلة المغامرة، رغم قدومه الى المونديال في لياقة بدنية ممتازة ومعنويات مرتفعة..وميسي الذي انتظره جمهور الأرجنتين بشغف كبير هذه المرة كونه «كسب الخبرة اللازمة» للسير على خطى مارادونا وقيادة فريقه الى التتويج بكأس العالم، توقف في ثمن النهائي وظهر بعيدا عن مستوى إعطاء الإضافة التي تمناها عشاقه...
وألمانيا التي ركّزت حظوظها على «صانع الألعاب» كروس، لكن الآلة تعطلت بعد ظهور عدم وجود التنسيق الضروري بين الخطوط التي كانت تعطي التفوق لأشبال المدرب جواكيم لوف..هذا الأخير الذي واجه منتخبات تعتمد فعلا على «القوة الجماعية» التي افتقدها الألمان في «رحلة روسيا».
فالرؤية الجديدة لأكبر التقنيين الذين يسيّرون أحسن المنتخبات العالمية يراهنون على اللعب الجماعي أكثر من «منح مساحة واسعة» للنجم الذي يكون في أغلب الأحيان في وضعية غير مناسبة بسبب «الرقابة اللصيقة» من المدافعين، ويقع في «فخ» استراتيجية حماية منطقة الفريق المنافس.
وبالتالي، فإن العديد من الاختصاصيّين يرشّحون منتخبات اعتمدت منذ البداية على «نجومية التشكيلة ككل» لكسب النقاط، و»القفز على الحواجز» التي تكون أسهل عندما يكون اللعب الجماعي في الواجهة، لأن كرة القدم هي لعبة جماعية بامتياز...