وجدناهم في كل مرة ينتفضون ضد الحملات التي تأتينا بأسرع ما يمكن عبر وسائط يجهل مصدرها ومموليها مروجة لمغالطات ساعية استمالتهم بأي طريقة وأسلوب هدفها الاسمي “الغاية تبرر الوسيلة”.. في مختلف المحطات والمراحل الصعبة التي عاشتها الجزائر كان الشباب في أولى الصفوف مواجها آراء تغالط الرأي العام وتروج لأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، صارخا بملء الفم كفى تهريجا وتطاولا على قيم الحرية، المواطنة والانتماء إلى بلد ضحى بأغلى ما يملك من اجل الحرية رافضا استمالته وإدخاله في غياهب النسيان والتنكر الحضري. في كل مرة ينهض الشباب ويثبت للملا للمشككين في انتمائه وشخصيته، المتمادين في الصاق تهم به ليست لها اي صلة بالواقع الثابت والمتغير. عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوقف الشباب الجزائري في الرد على الآخر المتنكر لخصوصية بلاده لتمايزها وغيرتها على مكاسب استقلال حققتها في أحلك الظروف ولا تريد التنازل عنها قيد أنملة. من تيقنتورين، احداث غرداية وعين صالح..من ام درمان وانجازات الفريق الوطني لكرة القدم وملحمته في مختلف محطات كاس العالم، تتكرر الصورة ويعود المشهد ويعلو الصوت الرافض للمساس بالامن الوطني والاستقرار السياسي الذي تحقق بالدمع والدم. انه الشباب الجزائري الذي تقدم له “الشعب” تحية تقدير خاصة بمناسبة عيد الكرامة والفدا، مفضلة ان ترصد مواقفه واتجاهاته ورؤاه في ذكرى استعادة السيادة الوطنية محاولة الإجابة على السؤال الكبير: كيف توظف هذه الفئة شبكات التواصل الاجتماعي وتنغمس في العالم الرقمي من أجل ليس فقط الرد على الآخر الساعي لتمرير صورة نمطية عن الجزائر واستقلال الجزائر بل غرس ثقافة الوطنية والمواطنة في اذهان اجيال صاعدة وضمائرها الحية. من خلال الملف المعد في أعز ذكرى وأكثرها دلالة ومعنى تتراى لنا الصورة الحقيقية عن الشباب وسلوكياته وتعلو لتجيب عن أمر واحد: ان الوسيلة الرقمية التي قربت المسافات، كسرت الحواجز والممنوعات وحولت العالم الفسيح المتترامي الأطراف إلى قرية شفافة، يتخذها الشباب الجزائري من أجل خدمة البلاد، وتاريخها الناصع ومسارها الحضاري غير سامح لمن يريد اتخاذها “ورقة” ضغط وابتزاز وتدمير ما انجزه الاسلاف وما قدموه من تضحيات في سبيل ان تبقى الجزائر حرة وأمانة في الأعناق.