للمرة الألف تؤكد الدول الأوروبية أنها لا تبحث عن حلول حقيقية لمعضلة الهجرة غير الشرعية بقدر بحثها عن التخلص و تحويل دول الضفة المقابلة إلى حاجز يوقف تقدم قوافلها العائمة نحوها.
يبدو أن رؤية الدول الأوروبية لحل هذه المعضلة غير موضوعية بل تطغى عليها الأنانية خدمة مصالحها فقط و الترويج في الوقت نفسه لشعارات رنانة مثل التعاون والتضامن والحوار 5+5 ..الخ و لكن بمجرد ظهور أي تحد لا نجد أثرا لذلك كله وتكتفي الدول الأوربية بالبحث عن مخرج لنفسها ولو كان على حساب الآخرين وإلا كيف نفسر أنها تطلب من الجزائر إقامة مراكز استقبال و إيواء المهاجرين إلى غاية النظر في أمرهم ؟ لتقرر من تسمح له بالدخول إلى أراضيها وفق معاييرها وشروطها انتقاء المادة الرمادية أو اليد العاملة المؤهلة و ترك الآخرين في هذه «المحتشدات» التي تريد أن تقيمها على الضفة المقابلة لتتحمل دولها أعباء و تبعات و لا تتلطخ سمعة أوربا و تتخلص في الوقت نفسه من قوافل المهاجرين الذين يقطعون المتوسط بحثا عن الحياة بتكلفة الموت أحيانا ؟ ! فمن بين 41 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الأوربية بداية هذه السنة، 960 من بينهم لقوا حتفهم وهم يحاولون الوصول إليها على قوارب الموت ؟.
من الواضح أن الدول الأوروبية تريد أن ترمي الكرة في مرمى دول جنوب المتوسط لتحملها نتائج أزمة لم تشارك في إنتاجها لتتملص من مسؤولياتها التاريخية و الأخلاقية عن تفاقم الأمواج البشرية الزاحفة من إفريقيا جنوب الصحراء نحو الشمال بسبب الحروب و تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية ،فبدل البحث عن حلول لهذه المعضلة عبر مقاربات سوسيو – اقتصادية ، هاهي تطالب الدول الأوربية من نظيرتها في الضفة المقابلة لعب دور الجلاّد و إقامة مراكز إيواء أو بعبارة أدق «محتشدات» للمهاجرين غير الشرعيين وأمر يتنافى تماما مع الروح التضامنية ومع مبادئ وتقاليد الشعب الجزائري والأكيد طلب لا يشرف الشعوب الأوربية ؟ !.