المهاجرون.. الجيل الجديد من الحروب؟!

أمين بلعمري
20 جوان 2018

أحيت الأمم المتحدة  أمس الأول اليوم العالمي للاجئين في الوقت الذي تحولت فيه الظاهرة إلى واحدة من كبرى المعضلات التي تواجه المجتمع الدولي حيث بلغ عددهم أكثر من 60 مليون لاجئ عبر العالم  مما يدعونا إلى التساؤل هل هذا راجع  فقط للأسباب الموضوعية التقليدية  المعروفة التي تقف وراء هذه الرقم المهول - الذي يساوي سكان دولتين مجتمعتين مثل الجزائر وتونس - كالحروب والمجاعات.. الخ أم أن هناك أسباب أخرى خفية تقف وراءها؟.

 إن وجود شبكات إجرامية دولية و انتعاش نشاطها في مناطق عدة من العالم من بينها إفريقيا جنوب الصحراء و احكام قبضتها على وجهة تدفق المهاجرين و السيطرة على طرق ومسالك الهجرة العالمية يبدو كذلك من الأسباب الأكثر موضوعية  التي تفسر هذا الرقم  ، خاصة و أن هذا النشاط أصبح  يدر ما يضاهي عائدات تهريب المخدرات و الأسلحة حيث بلغت العام الماضي 35 مليار دولار بينما احتل هذا النشاط المرتبة الثالثة عالميا بعد تهريب المخدرات والأسلحة ؟!.

لقد أنعش تهريب البشر نشاطات إجرامية رديفة  مثل تجارة الأعضاء و الدعارة ومن أحسن من المهاجرين غير الشرعيين لاستعمالهم كوقود في هذا النشاط ؟ و أصبحوا يشكلون أكبر خزان لتزويد شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية وشبكات الإرهاب والدعارة وخاصة الأطفال منهم على اعتبار انهم الفئة الأكثر هشاشة والأسهل للتجنيد والاستغلال.

أصبحت هذه الشبكات الإجرامية المتحالفة أحيانا مع وكالات استخبارية عالمية تمارس ضغوطا على الدول والحكومات لتثبيط مجهوداتها وإجراءاتها عبر توظيف وسائل الإعلام، شبكات التواصل الاجتماعي لتمرير خطابها بالإضافة إلى تقارير بعض المنظمات غير الحكومية التي تسقط أحيانا في الفخ  وتجد نفسها تخدم بقصد أو بغيره أجندتها لا سيّما عندما يشتد الخناق عليها ويتقلص هامش تحركها.

إن الحملة التي طالت الجزائر الأشهر الأخيرة بخصوص تعاطيها مع المهاجرين غير الشرعيين - القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء-  و اتهامها بتهجيرهم قسريا وغيرها من الادعاءات والأباطيل لا تخرج عن هذه الضغوط و المساومات و إلا كيف نفسر عدم خوض لا وسيلة إعلام واحدة ممن روجت لهذا الخطاب و لا منظمة غير حكومية في في عمق هذا المشكل ومحاولة تفسير الحملات المركزة لتهريب هؤلاء المهاجرين  نحو الجزائر على يد تلك الشبكات الإجرامية  و لا التطرق إلى ظروف نقلهم اللاانسانية التي لا تلاءم حتى نقل السلع والحيوانات ؟! بينما عندما يتم إعادة ضحايا تلك الجماعات الإجرامية إلى أهليهم وذويهم بالاتفاق مع حكوماتهم تحت حماية الشرطة الجزائرية وبمرافقة طبية ورعاية نفسية وتوفير كل الظروف الإنسانية لنقلهم يبدأ النباح على القافلة، أفليس هذا جيل جديد من الحرب؟!.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024