البيئة .. قضية الجميع

أمين بلعمري
18 جوان 2018

«الإنسان ابن بيئته» عبارة تلخص أهمية البيئة في تكوين هذا الإنسان فهي من تصنع المواطن و على ضوئها يتحدد مزاجه و طبعه فالمواطن الذي ينشأ في بيئة عدوانية سيكون عنيفا و عدوانيا بالضرورة و العكس صحيح .
ان هذا البعد الاجتماعي للبيئة حسمت الدول المتقدمة في أمره  من خلال التصالح  معها و التفكير في بعث جسور للصداقات نحوها إلى درجة أنهم تجاوزوا الحديث عن حماية البيئة الى الحديث عن بنايات ، سيارات و منشآت صديقة للبيئة و بفضل هذا التوجه تجني  ثمار هذه السياسات الرائدة التي يجب أن تكون أنموذجا دون أن  ينفي ذلك أن هذه الدول الصناعية الكبرى التي تتغنى بهذه الشعارات كانت السبب الرئيس للتلوث العالمي   و العالم أجمع دفع ثمن الرفاه الذي تعيشه هذه الدول دون أن يستفيد منه السواد الأعظم ، فمركباتها الصناعية الضخمة و الزراعات الكثيفة التي أطلقتها ... الخ و غيرها من التقنيات هي سبب الكوارث البيئية التي مازالت أثارها ماثلة إلى اليوم.
يجب أن نقر أن الجزائر مازالت متأخرة في المجال البيئي و مازال أمامها الكثير من التحديات لترفعها أقلها إنشاء محطات تصفية مياه الصرف الصحي و مخلّفات المصانع التي تصب في المجاري المائية و البحار متسببة في مآس بيئية معتبرة أدت إلى إبادة أصناف من الأسماك و النباتات بل أصبحت تهدد حتى المياه الباطنية التي تعتبر المصدر الرئيس للماء الشروب ، مما يستدعي اتخاذ تدابير مستعجلة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار أكثر .
إن هذا لا يعفي المواطن من المسؤولية عن الوضع الذي آلت إليه الأمور فلولا غياب الحس المدني و روح المواطنة لديه لكان الوضع أحسن مما هو عليه بكثير و قد حان الوقت لإطلاق حملات تحسيس وتوعية مركزة حول ضرورة الحفاظ على البيئة و لتكن البداية من المدرسة و المسجد الذي عليه أن يلعب دوره في هذا المجال و على الأئمة أن يستغلوا منابر المساجد لتحسيس الناس بالموضوع  و لكن هذا وحده لا يكفي إن لم يكن مرفوقا بإجراءات عقابية وصدق من قال إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024