الطاقات البديلة ..رهاننا

نورالدين لعراجي
18 جوان 2018

لا يزال الحديث عن الطاقات البديلة أو المتجددة يراوح مكانه، يسير بطريقة محتشمة،رغم الإمكانيات والمؤهلات التي تحظى بها الجزائر، باعتبارها بلدا بحجم قارة، وتتوفر على مساحة شاسعة قاربت 2 مليون كلم مربع، مكنها هذا الموقع الجغرافي من تنوع عناصر الحياة بها، حيث يحتل احتياطي الغاز الطبيعي في الجزائر المرتبة ال11عالميا .وتشكل المساحة الغابية بها نسبة معتبرة،وبها شريط ساحلي يعتبر الأكبر من نوعه، اذ يقدرب1644كلم، به مجموعة من الخلجان التي تحتاج إلى اهتمام بيئي، ورعاية خاصة بعد التلوث الذي يهدد الغلاف الخارجي لثقب الأوزون .
هذه المساحة المعتبرة تجعل الجزائر ضمن عاشر دولة في العالم مرتبة، وتغطي أراضي الصحراء الجزائرية أكثر من 80من المائة من إجمالي الأجزاء الجنوبية منها،، إضافة إلى آن الجزائر يتخللها مناخ متوسطي معتدل وحار صيفا، ما يجعلها اكبر منطقة في شمال إفريقيا من حيث الطاقة الشمسية، والطاقات الأخرى البديلة مثل الكهرباء، والغاز الصخري،الطاقات الاخفورية، الطاقات المائية التي تنتج عن السدود والأمواج، طاقات الرياح ...الخ
لقد شدد رئيس الجمهورية في اجتماع لمجلس وزراء سابق على هذه الطاقات المتجددة وجعلها ضمن الاولويات التي يجب اللجوء اليها، وجعلها بديلا اقتصاديا عن النفط، بحيث يشكل الحوض الصحراوي للجزائر منبعا ذو أهمية كبرى من الاحتياطي، حسب دراسات علمية فهو اكبر خزان لهذه الطاقات البديلة، وهو خيار دأب عليه رئيس الجمهورية وكان حريصا في اكثر من مناسبة على ايجاد الحلول الناجحة لهذا الشق من الاهتمامات السيادية للبلد، على المستويين المتوسط والبعيد .
ان كان الذهاب الى هذه الخيارات على مستوى متوسط يمنحنا جزءا من التفكير في مستقبل أولادنا، وضمان الحد الأدنى من العيش الكريم لهم، امام تحديات السوق النفطية اليوم، وانخفاض سعر البرميل ولجوء بعض الدول الى اكتشافات الغاز الصخري كبديل عن الذهب الأسود .
فان التقلبات المناخية التي جعلت الفصول كلها تتشابه في ما بينها، وفي الكثير من الأحيان تتداول أربعة فصول في يوم واحد .هذه العوامل الطبيعية تجعلنا نغير التفكير نحو إيجاد البدائل الاقتصادية عن الريع النفطي، لذلك وجب الاهتمام بهذه الطاقات البديلة، لانها الخيار القادم، والبديل للطاقات الزائلة البترول والغاز، هذه الأخيرة تساهم في تلوث البيئة، ملحقة أضرارا وخيمة على الجو والبحر، حيث تستمر هذه السموم هلى قيد الحياة لمدة أطول، بل تمتد الى ألاف السنين دون أن تتجدد، ما يؤثر سلبا على الحياة الطبيعية للإنسان والجماد .
فإذا كان عامل الزمن مهم جدا في الخروج من هذه التبعية للطاقات الزائلة فان الواجب الوطني يحيلنا إلى الإسراع في تمكين هذه التكنولوجيا وتجسيدها على ارض الواقع، لأنها الرهان القادم، وليس لنا خيارا أخر غيرها، قبل ان يسرقنا الزمن من قبضته .

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024