رافعت فاطمة الزهراء زرواطي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة لبيئة نظيفة يتمتع فيها المواطن بالحياة السليمة لا تسمح بأية اكراهات وكوابيس في زمن باتت البيئة حلقة مفصلية في التطور واحدى القواعد الثابتة للتنمية المستديمة. بل صارت مؤشرات التطور والتخلف تحسب على أساس بيئي تعيره تقارير الهيئات المختصة ومكاتب الخبراء الاهتمام البالغ.
يكفي العودة إلى أهداف الألفية التي رسمت خارطة طريق للوحدات السياسية للتأكد بان الحفاظ على البيئة ضرورة حتمية تشدد عليها التشريعات وتطالب بها أحكام النصوص التطبيقية للقوانين.
شددت على هذا الطرح الوزيرة التي أعطت صورة دقيقة عند وضعية البيئة من منبر «منتدى الشعب» في احتفالية اليوم العالمي للتصحر متوقفة عن رؤى استشرافية تضع في الحسبان تحديات الداخل والخارج والتدابير المتخذة في سبيل كسب الرهان البيئي. وهو رهان وضعته الجزائر نصب الاعين ومنحته الاعتبار في السياسة الوطنية ومخطط العمل الوطني للبيئة والتنمية المستديمة الممتد الى غاية 2021. وهو مخطط يشدد على الحركية في النشاط البيئي ومكافحة التصحر دون تركه في قالبه الجامد الستاتيكي.
من هذه الزاوية كانت الوزيرة زراوطي حريصة على متابعة دقيقة لتجسيد المشاريع البيئية الواردة في المخطط وما يتضمنه من إجراءات تقييم وتحيين المعطى بإشراك المواطن في المعركة المصيرية وعدم تركه يتمادى في نهب المحيط والاعتداء على البساط الأخضر وتشويه العمران ضاربا القوانين والتنظيمات عرض الحائط مطبقا القاعدة السلبية «أنا وبعدي الطوفان».
«البيئة.. ليست مسؤولية واقعة على عاتق الوزارة وحدها .ورهانها يكسب بإدماج مختلف القطاعات والدوائر وتحسيس المواطن بان الحفاظ عليها مسالة حيوية، ومعركة حياة أو موت.
هكذا ردت الوزيرة على تساؤلات مطروحة في المنتدى داعية إلى ترسيخ ثقافة بيئية الجميع بحاجة إلى أتباعها دون التمادي في تبادل التهم وترديد كل طرف أسلوب «هذا ليس من اختصاصي» وعبارة « تخطي راسي».
على هذا الدرب تسير الوزارة في تجسيد المشاريع البيئية ومكافحة التصحر التي احتلت مكانة مركزية في برنامج رئيس الجمهورية الذي يشدد على تنسيق الأدوار والمبادرات والعمل المشترك. وهو عمل يراهن على كسب التحدي الأكبر: ضمان محيط سليم للحياة الطبيعية واستمرارها.
معركة البيئة تكسب من خلال ادماج المنتخبين المحليين في هذا الجهد الوطني وتحملهم مسؤولية المحافظة على توازن العمران ونظافة الأحياء وجمالية الإسكان بعيدا عن الصورة السلبية التي أعطت المدينة وجها مقززا وديكورا نافرا وجعلت من التجمعات السكنية مجرد بنايات مراقد وهياكل بلا روح.