حملت الاحتفالية بليلة القدر المباركة التي جرت أمس بالمسجد الكبير برعاية رئيس الجمهورية الكثير من الدلالات والعبر توقف عندها المتدخلون من مشايخ ورجال دين عند بعد المناسبة التي باتت عادة مكرسة تخلد كل ليلة السابع والعشرين من شهر التوبة والغفران.
وزادت من قيمة الاحتفالية توزيع الجوائز على المتفوقين في جائزة الجزائر الدولية التي أنشاها رئيس الجمهورية منذ 15 بمقتضى مرسوم جاعلا منها تقليدا متبعا على مدار السنين يحتفل به كل ليلة القدر المباركة التي انزل فيها القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
كشف الرئيس من خلال الجائزة المفتوحة مدى اهتمامه ورعايته لحفظة كتاب الله وتشجيع مفسريه وتجويده وهو الذي رافع منذ سنوات على العناية برجال الدين وفتح المجال الواسع للاجتهاد في تفسير تعاليم القران الكريم والسنة المحمدية وإعطائها مضامينها الحقة ومعناها الصحيح بعيدا عن أية تأويلات ومغالطات ورؤى ذاتية وتفسيرات على المقاس. اجتهاد رافع بشأنه رئيس الجمهورية عبر تظاهرات الأسبوع الوطني للقران الكبير الذي أسسه في الألفية مسندا مهام تفسير كتاب الله إلى أهل الاختصاص طالبا منهم التقدم لأخذ زمام المبادرة في تولية هذه المهمة دون ترك المجال للدخلاء ورواد الفكر التكفيري الذين يضربون قيم التسامح عرض الحائط ولا يعترفون بالرأي والرأي المخالف غالقين باب الاجتهاد واضعين الغلو والتطرف منهجا متبعا.
عكس هذا الاتجاه سار رئيس الجمهورية رجل المصالحة والسلم داعيا الى بدائل اخرى في فهم القران الكريم الذي يحمل مضامين ورسالة دين ودنيا تعرف بحق بجدوى التضامن والتسامح والتعاون على التقوى والمجادلة بالتي هي احسن.وهي قيم تشبعت بها الجزائر وسارت على دربها منذ العصور، لم يتوقف علماؤها وشيوخها في الترويج لها امثال الشيخ التلمساني ، العلامة عبد الحميد بن باديس، الابراهيمي ، بيوض، تواتي بن تواتي وآخرين كثيرين.
لقد طرح هؤلاء بطرق بسيطة وروى متفتحة نظرتهم السديدة المنبعة من اصول الدين الاسلامي الحنيف مجادلين دعاة الفكر التكفيري والتطرف بالتي هي أقوم عبر كتابات ومؤلفات تنير الدرب للنشء والاجيال محصنة لهم من محاولات التنكر لما تركه السلف من مرجعيات واصول لا تقبل القفز عليها او الابتعاد عنها قيد انملة.
رافع هؤلاء لقيم تنبذ الانشقاق والفتن مواجهين بلا تردد سموم تلفظها فضائيات يجهل مصدرها تغزو البيوت تدعو الى الفتن والاعتداء على الحق الانساني المقدس وهو الحق في الحياة.
انها قيم ما انفك رجال الدين والمشايخ يرددها بملء الفم ويحرصون على تبليغ الناس بها في كل تظاهرة للأسبوع الوطني للقران الكريم التي باتت سنة حميدة حرص رئيس الجمهورية على رعايتها مضيفا لها محطة مفصلية اخرى ممثلة في جائزة الجزائر الدولية لحفظ القران الكريم التي تحمل قيمة لا تقدر بثمن.