«جي 7» ببصمة ترامب..

أمين بلعمري
08 جوان 2018

يبدو أن سياسة ترامب التي لخّصها شعار حملته الانتخابية «أمريكا أولا» تزداد رقعة ظلالها اتساعا في التخييم على علاقة واشنطن بحلفائها التقليديين، لا أوضح على ذلك من اجتماع مجموعة السبعة الذي احتضنته كندا على مدار يومين ويختتم اليوم وهو الاجتماع الذي سبقته حرب تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي من طرف قادة الدول الأعضاء في هذه المجموعة التي تضمّ الدول الأغنى في العالم، ما يؤكد اندلاع حرب تجارية غير مسبوقة بين حلفاء الأمس، فالأجواء التي خيّمت على اجتماع كندا كانت بصمة ترامب فيه واضحة وهي أجواء لم تشهدها أي من اجتماعات المجموعة منذ تأسيسها سنة 1976، فواشنطن خلاله كان وضعها شبيه بموسكو في مجموعة الثمانية بين سنتي 2008 ـ 2014 - قبل تعليق عضويتها - ويكفي أن أحد المسؤولين الفرنسيين وصف الاجتماع  بأنه اجتماع 6+1 في إشارة إلى واشنطن التي بدت وكأنها في مواجهة الأعضاء الآخرين على الناحية الأخرى من الطاولة الممتعضين من قراراتها الأخيرة ؟.
يبدو أن ترامب لم تعد تستهويه هذه التكتلات متعدّدة الأطراف التي تخسر جراءها واشنطن ـ حسبه - الكثير، فهو يبحث عن صيغ ثنائية للتعامل التجاري يضمن لأمريكا التفوق والسيطرة التجارية ويحرّرها من التزاماتها الدولية ومن التزاماتها اتجاه حلفائها بالخصوص والانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني ثم  فرض تعريفات جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من الشركاء التجاريين التقليديين لواشنطن أي الاتحاد الأوربي، كندا والمكسيك يؤكد هذا التوجه الأمريكي الجديد الموغل في البراغماتية اقتصاديا والباحث عن الهيمنة سياسيا ووفق هذا المنظور يبدو أن ترتيب الأوربيين - حسب الواقعية السياسية التي شربها ترامب حدّ الثمالة، وها هو يطبقها بحذافيرها - تدحرج من مرتبة الحلفاء والشركاء إلى مجرد دول تابعة لواشنطن فترامب يرى أن الدول لا تجد أمنها إلا تحت المظلة الأمريكية لا تستحق لقب حليف أو شريك ولم يكتف بذلك بل أعلنها صراحة أن هذه المظلة لن تكون بالمجان.
اجتماع دول 7 بكندا يؤكد مرة أخرى أن الحلف الغربي تصدع بشكل واضح، فما عدا العدوان الثلاثي الأخير على سوريا لم يظهر أي انسجام أو توافق بين واشنطن وحلفائها منذ أكثر من 15 عشر شهرا على وصول ترامب إلى البيت الأبيض؟ ومن المفارقات العجيبة أن سعادة هذا الأخير بلقاء عدوه اللدود، كيم جونغ أون كانت أكبر من سعادته بلقاء حلفائه في اجتماع الدول السبعة بكندا! وهذا ما أوحت به على الأقل تغريداته على التويتر؟! فهل ستدفع هذه السياسة الأمريكية الجديدة بالأوربيين إلى إعادة جميع حساباتهم بداية بالارتماء في حضن بوتين الذي لم يفوت الفرصة وبعث برسائل غازل بها أوربا الحائرة من أمرها؟   
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024