فوزي بن خليدي..لاعب سطع نجمه في ثمانينيات القرن الماضي، وكان ضمن أحسن العناصر في وسط الميدان الهجومي في البطولة الوطنية بفضل فنياته الكبيرة في المراوغة و تقديم الكرة الذكية، بالإضافة إلى حسّه التهديفي.
وحجز مكانا مميّزا ضمن التشكيلة الوطنية، رغم المنافسة الشديدة آنذاك بوجود عدد من اللاعبين الذين يتمتعون بإمكانيات هائلة في معظم الأندية، وكذا المحترفين في البطولات الأوروبية.
ويعرف بن خليدي بتواضعه وصرامته في العمل، حيث كان القلب النابض لاتحاد العاصمة ومحبوب جماهير اللونين الأحمر والأسود بملعب بولوغين، بفضل مشاركته تقريبا في كل المقابلات كونه يقدّم أداءً مميّزا في كل مرة.
بن خليدي من مواليد 3 فيفري 1955 بدأ مشواره الكروي في الفئات الصغرى لأولمبي المدية، حيث برزت موهبته في سن مبكرة جعله يلعب في فئات أكبر بفضل إمكانياته الكبيرة و حبه الكبير للتطور، الأمر الذي جعله يتنقل الى فريق وداد بوفاريك في عام 1986 ليساهم في المسيرة المعتبرة لهذا الفريق الذي كان يضم لاعبين مميّزين آنذاك.
ومن هنا بدأ اسم بن خليدي يتداول بشكل كبير في الوسط الرياضي والإعلامي، بالنظر لموهبته وعمله الكبير فوق الميدان، الأمر الذي جعل عدة أندية «تتهافت» لجلبه حيث فاز فريق اتحاد العاصمة بـ «الصفقة»، والتي سمحت لبن خليدي حمل ألوان هذا الفريق العريق أين أصبح «قطعة أساسية» لمدة 3 سنوات (من 1987 الى 1990)، وكانت هذه الفترة ناجحة للغاية بتتويجه مع الاتحاد بكأس الجمهورية عام 1988 رفقة أسماء لامعة في الفريق أمثال حاج عدلان، كابران، بن قانة، بن طلعة، سومعطية بقيادة المرحون جمال كدو الذي كان يدرب التشكيلة العاصمية.
وفي 1990 عاد بن خليدي الى فريقه الأول أي أولمبي المدية الذي لعب له لمدة سنتين، ليعودة مرة أخرى الى اتحاد العاصمة و يلعب ضمن صفوفه الى غاية 1994 لينهي مشواره الكروي.
وبفضل تألّقه المستمر في الأندية التي لعب لها «سرق» بن خليدي الأضواء وجعل مدربي المنتخب الوطني يعتمدون على خدماته، حيث استدعاه الناخب الوطني في الثمانينيات محي الدين خالف عام 1984، ولعب أول مباراة دولية أمام نادي غريميو البرازيلي.
وجدّد فيه الناخب الوطني الثّقة وشارك بن خليدي في كأس إفريقيا بمصر و كأس العالم بالمكسيك عام 1986، والتي تبقى ذكريات كبيرة بالنسبة لهذا اللاعب البارع والمتواضع في آن واحد.
